العرب اللندنية: اتهم رئيس الحكومة المغربية عبدالاله بن كيران في إطار حربه المتواصلة على حزب الأصالة والمعاصرة، هذا الحزب بالمسؤولية عن العديد من الأحداث الخطيرة في البلاد. وحذر من الأساليب التي يستخدمها حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعتبر العدو اللدود لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي في المغرب. وأشار إلى أن هذا الحزب يقوم بتضليل الرأي العام وترهيبه بأساليب معينة. وكان بن كيران قد رفض توجيه التهنئة إلى غريمه عقب فوزه في الانتخابات المحلية. وكرر دعوته للحزب المنافس إلى ترك النشاط السياسي رغم توجه إلياس العماري نائب رئيس الأصالة والمعاصرة بالتهنئة إلى حزب العدالة والتنمية، داعيا إياه إلى رد التهنئة. وأثارت هذه الردود المتواصلة لحزب العدالة والتنمية الكثير من الجدل لدى شرائح واسعة من الشعب المغربي، حيث اعتبر مراقبون أن ما يقدم عليه بن كيران يصب في خانة الاستصغار لعقول الناخبين. ويؤكد هؤلاء أن التصريحات الأخيرة لبن كيران تخالف الأعراف الديمقراطية الجاري بها العمل في البلاد.
ويرى محللون للشأن السياسي في المغرب أن حزب العدالة والتنمية الذي حل في المرتبة السادسة بـ196 صوتا في الانتخابات المهنية يحرك الأجواء مبكرا للانتخابات المحلية عبر التهجم المستمر على خصمه في محاولة لردع الناخبين مبكرا عن التصويت لصالحه، لكن هذه الحركة تجعله يبدو لخصومه وللرأي العام خائفا من تكرار سيناريو 2009، لا سيما وأن نتائج الانتخابات المهنية تؤكد أن الانتخابات المحلية المقبلة ستدور حتما بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة. ويستعد المغرب لإجراء انتخابات محلية وجهوية في الرابع من شهر سبتمبر القادم، وهي الأولى من نوعها في ظل الدستور الجديد الذي تبناه المغرب عام 2011، على إثر الحراك الشعبي الذي عرفته البلاد، بتأثير من رياح الربيع العربي. وتم تأجيل هذه الانتخابات عدة مرات، وكانت تقدم في كل مناسبة أسباب مختلفة لتبرير التأجيل على غرار عدم جاهزية القوانين التنظيمية المرتبطة بالتقسيم المحلي الجديد الذي صادق عليه البرلمان المغربي، غير أن مراقبين يرجحون أن ذلك يعود إلى عدم اتفاق الفرقاء السياسيين على تاريخ محدد لإجراء الانتخابات، حتى التوصل إلى موعد 4 سبتمبر الذي تؤكد كل المؤشرات على أنه سيكون الموعد النهائي للانتخابات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق