وكالات: وجه تنظيم داعش دعوة إلى من أسماهم "إخوة التوحيد" في دول الخليج وتونس ومصر والسودان للقدوم إلى ليبيا ومحاربة قوات الجيش. وبثّ التنظيم مقطع فيديو جديد على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه أحد قادته ويدعى أبوعلي الجزراوي الذي هدّد القائد العام للجيش الليبي "القوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة" خليفة حفتر وتوعده بالقتل والتنكيل، قائلا "نبشر الطاغوت خليفة حفتر بالدحر والهزيمة". وأضاف "لقد قطعنا على أنفسنا عهدا، ألّا نكل، ولا نمل، حتى ندحركم، ويحكم دين الله عز وجل في ليبيا"، حسب قوله. وقال إن "نداء الجهاد ارتفع في بلاد ليبيا لدعوة إخوة التوحيد في جزيرة العرب والشام والمغرب والعراق واليمن من أجل نصرة الإسلام فيها". وسبق أن هدّد التنظيم في أول الشهر الجاري أعضاء مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا والقائد العام للجيش الفريق خليفة حفتر بـ"القتل والذبح".
وظهر أحد عناصر التنظيم، والذي يلقب بـ"أبويحيى التونسي"، في تسجيل فيديو تحت اسم "رسائل سرت" يهدد فيها الفريق حفتر وأعضاء البرلمان بالقول "أوجه هذا الخطاب إلى حفتر وزبانيته والكفار المرتدين الذين يجتمعون ويتواطؤون في البرلمان، إننا لن نرحمكم وإننا نجد اللذة في ذبحكم". يشار إلى أن تنظيم داعش دأب على إرسال رسائل تهديد مصورة من قبل مقاتليه خصوصا بعد انكساره في درنة وبنغازي، على يد قوات الجيش. وتكبّد التنظيم خسائر مادية وبشرية في معاركه مع قوات الجيش الوطني في مدينة درنة التي كانت أحد معاقله، ودفعت هذه الخسائر التنظيم إلى فتح جبهات قتال أخرى لتدارك الفشل في السيطرة على عدد من المدن المحورية. وساهم تعدّد جبهات الصراع في تشتيت جهود دول الجوار والمجتمع الدولي، فمن جهة تشهد مدن سرت ومصراتة اشتباكات دموية بين ميليشيات فجر ليبيا وتنظيم الدولة الإسلامية، ومن جهة أخرى يقاتل الجيش الليبي جماعات متشددة موالية لفجر ليبيا وأخرى موالية لتنظيم أنصار الشريعة.
وتشهد مدينة بنغازي منذ أكثر من عام معارك دامية بين جماعات مسلحة متشددة من بينها جماعة أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة، والقوات الموالية للحكومة المؤقتة. وتسبب انشغال السلطتين بالتقاتل في ما بينهما بتوفير أرضية خصبة للجماعات المتشددة للتغلغل، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية. ويستعدّ تنظيم داعش حسب ما ذكرته مصادر إعلامية متطابقة، في وقت سابق، للإعلان عن ولاية جديدة له في ليبيا بعد تمكنه من السيطرة على مناطق محورية مثل غات وسرت وصبراتة والكفرة، وذلك في إطار زحفه نحو طرابلس لمزاحمة فجر ليبيا عليها. وستكون الولاية الجديدة لداعش بمثابة الدليل على سطوة هذا التنظيم وقدرته على اختراق الحدود والتوسع وسط اشتباكات عنيفة مع ميليشيات فجر ليبيا من جهة ومع قوات الجيش الليبي من جهة أخرى.
وأفادت مصادر إعلامية بأن تنظيم الدولة الإسلامية يعتزم الإعلان عن هذه الولاية الجديدة تحت مسمى "ولاية صبراتة". وأعرب مراقبون عن تخوفهم من إعلان صبراتة ولاية جديدة لتنظيم داعش نظرا لأهمية موقعها الجغرافي والذي سيمكّن التنظيم من التمدّد نحو تونس وتطويق العاصمة الليبية طرابلس. وأكدوا أن إعلان إمارة تنظيم الدولة الإسلامية تعني السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على ليبيا والقضاء على المسار السياسي لتأسيس دولة مدنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق