وكالات: أكدت مصادر موثوقة أن حزب الله اعتقل أحد العناصر التابعة له على خلفية تورطه في التعامل مع إسرائيل. وأفاد موقع "الجنوبية" اللبناني الشيعي المعارض لنهج الحزب أن "حزب الله اعتقل منذ ثلاثة أشهر تقريبا أحد الشخصيات الفاعلة ضمن بيئته، وهو المهندس المغترب ناصر حرب (43 عاما)، بتهمة التعامل مع إسرائيل". ويحمل ناصر حرب الجنسيّة الألمانية، وقد عاد إلى لبنان مع عائلته منذ سنتين من ألمانيا للاستقرار في بلدته حاروف بقضاء النبطية. وعمل بصفته “مهندس تكييف وتبريد في مستشفى راغب حرب التابع لحزب الله في بلدة تول، ثم انتقل إلى "مؤسّسة الإمداد" التي تعنى بالعمل الاجتماعي ضمن بيئة حزب الله أيضا". وذكرت المصادر التي وصفت بالموثوقة للموقع أن اعتقال ناصر حرب مرتبط بشبكة العميل الشهير محمد شوربا (هيثم)، الذي كان قد أعلن عن اعتقاله قبل 9 شهور في نهاية العام المنقضي 2014. ومحمد شوربا كان يشغل منصب رئيس فرع في جهاز العمليات الخارجية التابع لحزب الله، وقد استلم مهامه في هذا الجهاز في عام 2008، بعد اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية. وذكرت تسريبات أن شوربا كان أول من بادر بالاتصال بالموساد الإسرائيلي عارضا عليهم خدماته. وقد أفضى الكشف عن شوربا إلى حل الوحدة 910 المكلفة بمهام الأمن الخارجي.
ويعاني حزب الله من اختراقات كبيرة في صفوفه لصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. ويقول خبراء إن الضربة الإسرائيلية التي تلقاها الحزب في يناير من هذا العام، قرب الجولان، لها ارتباط وثيقة بشبكة شوربا. وقتل ستة عناصر من حزب الله في غارة إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة من ضمنهم ابن القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية (جهاد). وعقب اعتقال شوربا أقر نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم لأول مرة بأن الحزب "يقاتل الآن التجسس داخل صفوفه"، وأنه "كشف بعض الاختراقات الكبرى". ويربط متابعون تزايد الاختراقات في جسد الحزب إلى حالة الفوضى التي يعيشها جراء تراكم المهام الإيرانية الموكولة إليه وأبرزها انخراطه في الأزمة السورية. وأكدت رندة سليم، محللة لبنانية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن تدخل الحزب في سوريا، بما يستدعيه هذا التدخل من أعباء لوجستية وقوى عاملة، ربما أدى إلى تخفيف تركيز كبار المسؤولين في الحزب على ردع التجسس الإسرائيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق