صحيفة الشرق الأوسط: علمت «الشرق الأوسط» أن طرفي مفاوضات الحوار الليبي التي استؤنفت أمس في مدينة جنيف السويسرية برعاية بعثة الأمم المتحدة، شرعا رسميًا في طرح أسماء مرشحيهم لشغل منصب رئيس حكومة الوفاق الوطني التي تطمح البعثة الأممية إلى تشكيلها لإنهاء الأزمة السياسية المحتدمة في ليبيا منذ العام الماضي. وتشمل قائمة الأسماء التي تلقتها «الشرق الأوسط» من مجلس النواب الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد ويحظى باعتراف المجتمع الدولي، بعض الوجوه القديمة التي عملت مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي أبرزهم عبد الرحمن شلقم وزير خارجية القذافي، ومندوب ليبيا السابق لدى مجلس الأمن. كما تضم القائمة أبو بكر بعيرة عضو فريق مجلس النواب إلى حوار جنيف، وعبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، بالإضافة إلى علي زيدان رئيس الحكومة الأسبق، الذي تعرض للاختطاف على أيدي ميلشيات مسلحة في العاصمة طرابلس وأجبر على الهروب إلى ألمانيا التي يحمل جنسيتها العام الماضي.
وقال مسؤول في مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا مؤقتا له، لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تكليف مقرر المجلس رسميا لتسلم أسماء المرشحين للحكومة حتى يوم غد الخميس، وأضاف: «سنختار اسمين فقط من المرشحين، علما بأن الأسماء الواردة حتى الآن نحو 7 شخصيات من بينهم الدكتور فتحي المجبري، وعبد الحفيظ غوقة، وعلي زيدان، وأبو بكر بعيرة، وعارف النايض، وعبد الرحمن شلقم». وكان مجلس النواب قد اعتمد رسميا آلية اختيار المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة وأحد نائبيه، حيث صوت أول من أمس على اختيار شخصين من بين أعضائه لرئاسة الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مقرر المجلس صالح قلمة أنه تم التصويت بالأغلبية على اختيار شخصين من داخل مجلس النواب لرئاسة الحكومة وأحد نائبي رئيسها، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن يتم طرح الأسماء المرشحة للحكومة والتصويت عليها، خلال الأسبوع القادم بعد الاطلاع على نتائج محادثات جنيف.
في المقابل، عقد وفد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته اجتماعا مع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا برناردينو ليون، في مستهل جولة الحوار في مدينة جنيف السويسرية. وقال عضو في وفد برلمان طرابلس طلب عدم تعريفه، إن الوفد لا يحمل معه أي قائمة لمرشحين يفضلهم البرلمان السابق لرئاسة الحكومة، مضيفًا: «نعم، لا نحمل أي قائمة لمرشحين لهذا المنصب إلى مبعوث الأمم لمتحدة ولم تعرض علينا أية أسماء حتى الآن». وكان رئيس فريق الحوار عن برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا، صالح المخزوم أعلن أن البعثة الأممية استجابت لطلب البرلمان المهمين على العاصمة طرابلس، بشأن إيجاد آليات ليتمكن من تقديم تعديلاته على مسودة الاتفاق. وزعم المخزوم في مؤتمر صحافي قبيل سفره إلى جنيف، أن برلمان طرابلس حريص على إيجاد حل سلمي يكون فيه توازن سياسي يساعد على تحسن الوضع الأمني والاقتصادي. وعد في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الموالية للحكومة الموازية في طرابلس، أن اقتراب موعد نهاية ولاية عمل مجلس النواب قد لعب دورا في احترامه لملاحظات برلمان طرابلس. وأضاف أنه كلما اقترب الشهر القادم (موعد نهاية ولاية مجلس النواب) يبدأ الطرف الآخر في الحوار بالتنازل، زاعما موافقة البرلمان الشرعي على مقترح إنشاء مجلس للدولة، وبأن يكون تشكيل حكومة التوافق المقترحة مناصفة بين الطرفين بالإضافة إلى نقل اختصاصات القائد الأعلى للجيش الليبي إلى الحكومة.
إلى ذلك، هددت ميليشيات مسلحة تابعة لوزارة الداخلية في العاصمة طرابلس باستخدام القوة لمواجهة أي مظاهرات محتملة لأنصار العقيد القذافي في المدينة. وتوعدت قوة الردع والتدخل المشتركة في محور أبو سليم التابعة لوزارة الداخلية، بردع وملاحقة كل العملاء والمأجورين، وممن يثيرون الفوضى ويعملون على زعزعة أمن واستقرار البلاد. وحذرت في بيان لها كل من يريد العودة إلى حقبة النظام السابق، ويحاول بث الفتنة والفرقة، مشيرة إلى أنها متيقظة للدفاع عن الأمن. من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الموالية لحكومة طرابلس أن ما وصفته بأزمة الوقود المفتعلة التي شهدتها مدينة طرابلس، انتهت بعد شائعات عن نقص في الوقود، مشيرة إلى أن محطات التزود بالوقود شهدت ازدحاما ملحوظا من قبل المواطنين الذين شكلوا طوابير طويلة للتزود بالوقود على مدى اليومين الماضيين. وحثت شركة البريقة لتسويق النفط المواطنين على عدم الانجرار وراء الشائعات بعدم توفر الوقود، مؤكدة أن عملية تزويد المحطات بالوقود تتم بشكل اعتيادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق