وكالات: أكدت طهران أهمية العلاقات مع الرباط داعية إلى عدم "التأثر بوسائل الإعلام"، بعد بث قناة إيرانية تقريرا حول الصحراء الغربية، في ظل استئناف العلاقات بين البلدين قبل شهرين بعد ست سنوات من القطيعة. وأفاد بيان للسفارة الايرانية نقلته وكالة الأنباء الرسمية المغربية الاربعاء إن مواقف طهران "واضحة وشفافة تجاه قضية الصحراء"، مؤكدا دعم إيران "قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذه المسألة". وأضاف أن "المسائل غير الدقيقة في التقرير المذكور، لا تعكس مطلقا وجهات النظر والمواقف الصريحة" لإيران. وكانت قناة "بريس تي في" بالانكليزية بثت صباح الأربعاء تقريرا مصورا عن الصحراء الغربية من مخيمات تندوف يصف المغرب بـ"المستعمر"، لكن رابط التقرير على الموقع بات غير ممكن الاطلاع عليه مساء الاربعاء.
يذكر أن الرباط قررت في 25 شباط/فبراير 2009 قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وطرد السفير الايراني على خلفية تصريحات رسمية إيرانية ومعاملة "غير ودية" مع البعثة الدبلوماسية المغربية في طهران، بسبب دعم ومساندة المغرب للبحرين خلال التوتر بين المنامة وطهران حينها. وبعد عودة العلاقات، استدعت الخارجية المغربية القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالرباط، وأبلغته احتجاج المملكة "الشديد ورفضها المطلق" لمضامين تقرير وصفته بأنه "مغرض ومسيئ" لصورة المغرب. واعتبر مقال بعنوان "المغرب أسير السياسات الصهيونية" بثه موقع "فارس نيوز" التابع للحرس الثوري الايراني، السياسة الخارجية للمغرب بأنها "تساير الأجندات الصهيونية". وكانت علاقات الرباط وطهران جيدة إبان عهد الشاه لكن حدثت قطيعة مباشرة بعد الثورة الخمينية التي عارضها الملك الراحل الحسن الثاني فيما تبنت طهران موقفا مؤيدا لجبهة البوليساريو المطالبة بتقرير المصير واستقلال الصحراء الغربية. يذكر أن الرباط أيدت العراق خلال الحرب مع إيران ما زاد من توتر العلاقات طوال عقد الثمانينيات، قبل انفراجها مجددا في 1991 حينما سحبت طهران اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية" كدولة، ودعمت رسميا عملية الامم المتحدة لتسوية هذا الملف مقابل اقرار المغرب بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق