وكالات: تعوّل التنظيمات الجهادية في ليبيا على المقاتلين التونسيين للقيام بعمليات إرهابية نوعية نظرا لسهولة استقطابهم، حسب ما أكده خبراء أمنيون. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات الأمنية التونسية على الحدود، وتطويقها لتحركات الموالين للكتائب المتشددة أو المنضوين تحت لوائها، تستقطب التنظيمات الجهادية مزيدا من التونسيين إما لتدريبهم على استعمال الأسلحة والعودة إلى تونس فيما بعد أو للقتال ضمن صفوفها في ليبيا. وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الداخلية التونسية، أنها اعتقلت 12 شخصا بينهم امرأة كانوا يعتزمون التسلل إلى ليبيا والانضمام إلى جماعات متشددة مسلحة. وقال بيان للداخلية إن المحتجزين أكدوا "خلال الاعترافات الأولية أنهم كانوا يعتزمون التسلل إلى ليبيا بمساعدة مهرب أصيل الجهة، بالتنسيق مع عنصر إرهابي تونسي موجود بليبيا". وتعد حدود ليبيا بؤرة توتر تغيب فيها الدولة والسلطة وتستقطب كل أشكال التطرف، وهي ساحة مهيّأة للتدريب على استعمال السلاح المنتشر بكثافة في ليبيا، وسبق للجنرال ديفيد رودريغز قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن كشف عن وجود معسكرات تدريب في المناطق الواقعة شرقي ليبيا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وكشفت تقارير أمنية أن عدد التونسيين الذين يتلقون تدريبات عسكرية في معسكرات ليبية يتجاوز 500 شخص منهم من كان يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، ومنهم من كان في شمال مالي، ومنهم من سافر إلى ليبيا من تونس بعد سقوط نظام معمر القذافي. ويعتبر قادة أنصار الشريعة ليبيا ملاذا آمنا، لكي يدرب عناصره على مختلف أنواع الأسلحة. ويتصدر التونسيون، بحسب تقارير استخباراتية دولية، مراتب متقدمة في عدد الجهاديين الذين يقاتلون ضمن التنظيمات المتشددة في العراق وسوريا وليبيا والجزائر، وأبرزها تنظيما داعش وجبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة). ويسافر أغلب هؤلاء عبر الأراضي الليبية وتركيا ومنهما ينطلقون إلى سوريا والعراق. وكانت الداخلية التونسية قد ذكرت في فبراير الماضي أن عدد الجهاديين التونسيين في بؤر التوتر بالخارج يتراوح ما بين 2500 و3000 من بينهم أكثر من 500 عنصر عادوا إلى البلاد، وقد أحيل عدد منهم إلى القضاء في حين يخضع آخرون إلى المراقبة الأمنية. ومنعت السلطات التونسية في مارس 2013 أكثر من 12 ألف شاب من السفر لشبهة الالتحاق بمناطق القتال خارج البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق