وكالات: ألغت السلطات البريطانية أول عروض مسرحية تدور حول الأسباب التي تحفز بعض الشباب للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام المعروف بـ”داعش”. وكان من المقرر أن تعرض مسرحية "هوم غروو" التي تتضمن فريقا من 112 شخصا تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاما وغالبيتهم من أقليات عرقية، في بريطانيا. لكن القرار بعدم تقديمها جاء وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن المسرحية تم إلغاؤها دون سابق إنذار من قبل المنتج وهو "المسرح الوطني للشباب". وقالت مخرجة المسرحية نادية لطيف وكاتبها عمر الخيري إن العرض تم إلغاؤه بسبب ضغوط خارجية موضحين أن السلطات المحلية والشرطة تمت إحاطتهم علما بكل ما يتعلق بالمسرحية خلال مراحل الإعداد. وكان من المفترض أن يتم العرض الأصلي للمسرحية في مدرسة تقع في بنتال غرين التي تبعد أميالا فقط عن الأكاديمية التي كانت تدرس فيها كل من شميمة بيغوم، وخديجة سلطانة، وأميرة عباسي، اللواتي يعتقد أنهن سافرن إلى سوريا في فبراير الماضي للانضمام إلى تنظيم داعش والزواج من جهاديين ينتمون إليه، وهي القضية التي ألهمت منتجي المسرحية.
وقالت “الغارديان” على لسان المخرجة ومؤلف العرض المسرحي إن العمل تم إعداده من خلال مجموعة من ورش العمل للممثلين الشبان، في سعي لمناقشة قضية الزوجات الجهاديات، وكذلك المواقف تجاه الإسلام في المملكة المتحدة والعمل المسرحي بعيد كل البعد عن التطرف بل كان بمثابة مناقشة فنية ذكية لمسألة مهمة جدا تثير اهتمام وخوف المجتمع البريطاني كما العالم، حيث تحتاج قضية التطرف للطرح وشرحها للعموم لفهم أسبابها". وقالت نادية لطيف مخرجة العرض "لم يكن هناك إنذار، تلقينا بريدا اليكترونيا يوم الخميس الماضي يقول إن العرض تم إلغاؤه، وأبلغنا فريق الممثلين بذلك في صباح يوم الجمعة”. وأضافت "كانت صدمة فعلا وخاصة أننا لم نكن نتوقع هذا على الإطلاق، بالتأكيد هناك بعض الضغوط الخارجية غير العادية التي أدت لإلغاء إنتاج المسرحية".
وكانت الصحف البريطانية قد أولت موضوع الفتيات اللواتي يتم تجنيدهن للالتحاق بداعش اهتماما ملفتا، حيث قالت صحيفة "إندبندنت" إن داعش يستهوي الفتيات من أجل الجنس، ويتم استقطابهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك. وأضافت أن عدد الفارات إلى سوريا من المملكة المتحدة يبلغ حوالي 60 سيدة وفتاة، مشيرة إلى أنه لا يجب الاستهانة بالحملات الدعائية التي يشنها داعش على مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الفتيات. وكشفت ميلاني سميث، الباحثة بمركز دراسة التطرف بجامعة كينغز كوليدج البريطانية، أن أعضاء التنظيم يستخدمون مواقع مثل “اسك.اف ام” لجمع المعلومات حول الشابات المسلمات ويسألونهن حول حياتهن العاطفية وعن وصف أجسادهن، وتشجيع بعضهن على إرسال صور لهن من أجل تمريرها على أعضاء التنظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق