الخميس، 27 أغسطس 2015

ليبيا_استقالة المخزوم.. هل ستؤثر على مجريات حوار الصخيرات؟

ليبيا المستقبل - علاء فاروق: "استقال لأنه لاينسجم مع رئاسة المؤتمر الوطني".. بهذه الرسالة المقتضبة برر حزب العدالة والبناء استقالة رئيس وفد المؤتمر إلى الحوار الليبي صالح المخزوم من موقعه والذي جاء قبيل انطلاق جولة جديدة من الحوار -اليوم الخميس- في مدينة الصخيرات المغربية. وجاءت استقالة المخزوم التي قدمها في جلسة الأمس وقبلها – فورا- رئيس المؤتمر نوري بوسهمين وسط حديث عن تكليف محمد العماري خلفا للمخزوم من أجل استكمال مشاركتهم في الحوار. ولاقت استقالة المخزوم ترحيب من بعض المنتقدين والمعارضين بقوة للحوار واستكماله والرافضين بشراسة للمسودة المقدمة من قبل بعثة الأمم المتحدة والتي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى. في حين اعتبرها البعض ليس لها قيمة لكن اهميتها انها جاءت في هذا التوقيت وأنها كشفت عن اختلافات عدة داخل المؤتمر الوطني والذي بالفعل كان لايروق له مخرجات جلسات الحوار وتعنت بعض الاعضاء أحيانا في مساءلة وفد المؤتمر للصخيرات وتعنيفهم أحيانا وهو ما دفع المخزوم لمطالبة المؤتمر في جلسة الثلاثاء الماضي بإبداء ليونة أكثر في الحوار. ويرى البعض أن استقالة المخزوم لن تؤثر كثيرا على الأمر أو مجريات الحوار، لكن تخوف آخرون من وجود شخصيات أكثر تشددا وصلابة من شأنها تقويض الحوار لينتهي المطاف بالانسحاب من الحوار واستمرار الوضع لما هو عليه خاصة مع وجود تيار داخل المؤتمر –يقال إنه يقوده عبدالرحمن السويحلي- لايرى في الحوار ضرورة ويطالب بالتعنت في فرض الشروط وإلا الانسحاب.
ضغط العدالة والبناء
في البداية يرى وزير التخطيط السابق في الحكومة الانتقالية عيسى التويجر أنه إذا كان سبب استقالة المخزوم كما يبدو من رسالة بوسهمين هو وجود ضغوط - ربما من حزبه - تدفعه الى الذهاب الى الحوار وعدم الإصرار على التعديل والتركيز على الملاحق فقد يكون خلفه متشددا ويحصل انسداد في الحوار ويؤدي الى انقسام المؤتمر وانفراط عقده وذهاب بعضه الى الحوار وتجاوز البعض الآخر. ويضيف في تصريحات لـ"ليبيا المستقبل" أن الخيار الآخر هو أن يفقد العالم صبره ويلجأ الى مجاراة الداعين الى التدخل واشعال الحرب في المنطقة الغربية من جديد. وطالب التويجر المؤتمر أن يعالج الموضوع من منظور استراتيجي يأخذ في الإعتبار كل الاحتمالات. في حين يقول الاعلامي في قناة "TRT" أحمد بن خيال لـ"ليبيا المستقبل" أن استقالة المخزوم ملخصها "خروح حزب العدالة والبناء من الاحراج الذي قد يعتريه من قبل الشارع الليبي حين انه لا يتمتع بشعبية تؤهله من المنافسة سياسيا".
أرضية مشتركة
ويرى مسؤول الاخوان في ليبيا السابق سليمان عبد القادر أن استقالة المخزوم لن تؤثر في مجريات الحوار، مضيفا في حديثه لـ"ليبيا المستقبل": اعتقد أن توجه الحوار مستقر في المؤتمر الوطني وهو مطلب لدى معظم الاعضاء، لكن اعتقد ان من جانب المؤتمر ان الحوار يجب ان يبنى على ارضية من التوافق تمهد للاتفاق وتمهد للمواطنة. في حين يرى أحمد التواتي – ناشط سياسي أن هدف استقالة المخزوم هو بعث رسالة من قبل الاخوان وحزبهم إلى المجتمع الدولي أنهم ليسوا هم من يعرقلون الحوار وأنهم يريدون المشاركة في حكومة التوافق، ويضيف لـ"ليبيا المستقبل": التيار المليشياوي هو صاحب الصوت الاعلى في المؤتمر الان وهذا لن يساعد في ان يكون التوافق له معنى حقيقي على الارض لان المسيطر على الارض ليس الاخوان بل المليشيات التي خرجت عن سيطرتهم.
مماطلة
ويقول المبروك الهريش – عضو مستقيل من حزب العدالة والبناء: الدكتور صالح المخزوم يرى في الحوار والتوافق هو الحل للخروج بليبيا من أزمتها على عكس التيار المسيطر على المؤتمر والذي يتقدمه السيد أبوسهين الذي يستخدم في الحوار للمماطلة وشماعة حتى انتهاء مدة البرلمان، ويضيف لـ"ليبيا المستقبل": أعتقد أن الحوار سينجح سواء التحق المؤتمر أو لم يلتحق لكني أتمنى أن يلتحق حتى يكون تنفيذ مخرجاته أسهل وأسرع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق