وكالات: يجد النظام السوري في حربه على تنظيم الدولة الإسلامية فرصته الوحيدة للعودة إلى المجتمع الدولي وفتح قنوات التواصل معه. وفشلت إلى الآن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في تحجيم تمدد داعش في سوريا والعراق. وسجلت مؤخرا عمليات عسكرية للنظام وصفت بـ"الدعائية" تستهدف مناطق سيطرة داعش، راح ضحيتها العشرات من المدنيين. وقتل الاثنين 13 شخصا على الأقل في القصف الجوي للنظام على مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف، لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى 47 خلال يومين، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني إن "13 شخصا على الأقل بينهم طفل قضوا جراء قصف للطيران المروحي بحاويات متفجرة على أماكن في منطقة سوق المازوت ومناطق أخرى في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي الشرقي".
وأسفر القصف عن "إصابة أكثر من أربعين بجروح"، فضلا عن عشرة أشخاص آخرين في عداد المفقودين. وتحدثت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" عن جثث محروقة ومتفحّمة في السوق لم يتم التعرف على هوية أصحابها. وتعرضت المدينة السبت إلى قصف جوي مماثل أسفر عن مقتل 34 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال، بحسب المرصد. وتقصف قوات النظام عادة المناطق التي تحت سيطرة الفصائل المعارضة بالبراميل المتفجرة. واستخدمت القوات في القصف الأخير على الباب الحاويات المتفجرة، وهي عبارة عن خزانات محشوة بمواد متفجرة ومواد معدنية "تفوق قدرتها التدميرية قدرة البراميل المتفجرة بثلاثة أضعاف"، بحسب المرصد. ويسعى النظام لإثبات أنه قادر ميدانيا على دحر التنظيم الذي يثير مخاوف متزايدة لدى المجتمع الدولي بالنظر إلى التهديد الكبير الذي يمثله على السلم العالمي، خاصة أن خطره جاوز حدود المنطقة العربية ليطال القارة العجوز.
وتتهم قوات المعارضة النظام السوري بأنه من أوجد هذا التهديد لابتزاز المنظومة الدولية، مستدلة على ذلك بغض النظام الطرف عنه منذ بداية ظهوره في سوريا، وقد وصل الأمر حد التنسيق العملياتي بينهما في عدة جبهات لعل آخرها كان حين تقدم التنظيم صوب معاقل المعارضة في حلب على الحدود مع سوريا والذي رافقه قصف جوي لقوات الأسد يستهدف شل حركة الفصائل المعارضة. ويلقى النظام السوري في حربه الدعائية على داعش مساندة دبلوماسية من حلفائه الروس الذين طرحوا مؤخرا مبادرة تقضي بتشكيل تحالف (ليس بالمعنى التقليدي) بين النظام والقوى الإقليمية المناوئة له وبالأساس تركيا والمملكة السعودية وقطر من أجل مواجهة داعش. ويرى مراقبون أن هدف موسكو تفعيل فرص المصالحة بين النظام السوري وهذه القوى الإقليمية التي يقول العديد بأن مكامن الحلول تبقى بيدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق