فتحي علي باشاغا انتخب مع سبعة اخرين ممثلين لمدينة مصراتة بمجلس النواب "البرلمان"... ومع بقية زملائه نواب مصراتة، قاطع البرلمان بعد اندلاع الأزمة السياسية التي ادت الي الانقسام والاقتتال. وهو الان طرفا في الحوار السياسي الليبي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة. يصفه البعض بالإعتدال والداعي للحوار والحريص علي قيام دولة المؤسسات... اخرين يرون غير ذلك.... ليبيا المستقبل التقت السيد باشاغا واجرت معه الحوار التالي:
• هل هناك تنسيق بينكم وبين وفد المؤتمر الوطني العام في المفاوضات في مدينة الصخيرات المغربية؟
- بالنسبة للمؤتمر الوطني من بعد غدامس (2) ذهبت لهم أنا والشيخ سليمان الفقيه وجلسنا معهم وحاولنا أن نزيل الشوائب التي بيننا ونتفاهم علي أن الحوار مطلب أساسي ولا بديل للحوار... وأوضحنا النقاط المعقدة بيننا... ونحن موقفنا مع الحوار من بدايته ونؤكد أن المخرج الوحيد للقضية لليبيه هو الحوار والتوافق والمشاركة. لا تستطيع أي قوة مهما كانت قوتها، حتى القوة العظمى مثل الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا أو بريطانيا، أن تحتل ليبيا عسكريا ولن يستتب فيها الأمن عسكريا... الحل الوحيد هو الحوار والتوافق والتراضي والمشاركة... باتفاق الليبيين نستطيع أن نبني دولة وإن لم يتفقوا فلن تكون هناك دولة... وبالنسبة للمؤتمر حاولنا ووفقنا معهم ولكن هناك اختلاف في وجهات الرأي لكن نحن نعيش الواقع بكامل الحس والإدراك وأنا لا ألومهم... ربما هم مفصولين عن الواقع قليلا ولكن نحن والشيخ سليمان الفقيه والمجموعة التي معنا نعيش الواقع ونعرف مجريات الأمور ونعرف إمكانيتنا جيدا وهذه الثورة يجب أن تتوج بدولة ودولة تجمع كل الليبيين.
• ما اسباب رفض المؤتمر الوطني مشاركة أطراف اخري في الحوار؟
- هم طلبوا أربعة... أربعة للحوار فقط. ولا يمكن أن تختزل الحكومة الليبية في أربعة من البرلمان وأربعة من المؤتمر وهناك واقع على الأرض أخر لا يمكن نكرانه... هذا الواقع يحتم وجود هذه اطراف اخري كالمجالس البلدية وغيرهم. وبالنسبة لنا نحن كمقاطعين وجودنا ضروري لما نمثله من تمثيل كامل لمدينة مصراتة وثانيا نحن موجودين في الحوار من غدامس (1)... لا أحد يستطيع أن ينكر دورنا أو يحرمنا من المشاركة بالحوار.
باشاغا: ".... مشكلة المؤتمر... متمثلة في رئاسة المؤتمر تحاول أن تفرض رأيها"
• هل لقوات "فجر ليبيا" دور فاعل في الحوار الدائر وفي الترتيبات الأمنية؟
- نعم من البداية عندما جاء المبعوثين الدوليين إلى طرابلس ومن ضمنهم لبرلندينو ليون لليبيا وسفراء الدول قد شرطنا شرطين الأول أن يكون الحوار داخل ليبيا والثاني أن يكون الحوار السياسي لنا نحن والأمني للثوار. وحاولت الأمم المتحدة بعد حكم المحكمة الدستورية أن تتصل بالثوار مع بداية حوار جنيف (1) وقد عقدت معهم اجتماع في زواره وحاولت أن تتصل بالمؤتمر الوطني العام والمؤتمر دائما يعرقل ويرفض... فدفعها المؤتمر الي الاتصال بالثوار مباشرة... وقد جاء برلندينو ليون شخصيا إلى ليبيا وهذه رسالة أخرى للذين يتهمون فجر ليبيا أنها إرهابيه... جاء لمدينة مصراتة واجتمع مع قادة الثوار من مصراتة والمنطقة الغربية في الكلية الجوية... هذه رسالة لا تستحق التفسير أن فجر ليبيا ليست إرهابية... زيارة ليون لطرابلس واتصال الأمم المتحدة بقادة فجر ليبيا هذا تأكيد أننا لسنا إرهابيون ويبطل قرار البرلمان أن فجر ليبيا إرهابيون... ونؤكد أن طرابلس هي العاصمة الشرعية والوحيدة لليبيا. وبزيارة ليون الأخيرة قبل 3 أسابيع هذا ضمان لقادة فجر ليبيا بأنه لن تتم ملاحقة قادتها بأي اتهام... وأنا سمعت مؤخرا أن بعثة الأمم المتحدة قد أعلمت المؤتمر الوطني العام ولكن المؤتمر أنكر أنهم أعلموه بخصوص الحوار مع الثوار وقد لحظنا أن المؤتمر الوطني العام -عفوا- رئاسة المؤتمر هي التي تعرقل التنسيقات الأمنية.
• ما رأيك وتقييمك للمحاورين من الطرفين، المؤتمر والبرلمان؟
- بالنسبة للمحورين المؤتمر الوطني محاورين جيدين ومتمكنين ولكن لم تعطى لهم الصلاحيات الكاملة واقعين تحت ضغط رئاسة المؤتمر ليس كل المؤتمر نحن التقينا بهم كانوا جيدين ويدفعوا باتجاه الحوار لكن مشكلة المؤتمر... متمثلة في رئاسة المؤتمر تحاول أن تفرض رأيها وهي تستمد قوتها من شيء عرضي أو قوة وقتيه وأثرت في أعضاء المؤتمر ثم في سير المؤتمر ثم أثرت في لجنة حوار المؤتمر... وأنا أراها لجنة جيدة أعضائها متمكنون ذو إرادة قوية وعزيمة الفولاذ ويتمتعون بنظرة للأمام، ولكن في الحقيقة دائما خاضعون لرئاسة المؤتمر في الرجوع وفي العودة وفي رفض القرارات... بالنسبة لوفد طبرق هم أيضا خاضعين لتأثيرات داخل البرلمان ولكن استطاعت لجنة التفاوض في الجلسة الأخيرة أن تنتزع قرار من البرلمان لأنهم أعطوهم كامل صلاحيات التوقيع والرفض والآن أصبحوا أقويا ولا تؤثر فيهم تجاذبات البرلمان.
• كيف تفسر اعتراض "البرلمان" علي بعض بنود مسودة الاتفاق؟ وماهي هذه الإعتراضات؟
- البيان الذي صدر أخيرا صدر من ثلاث أعضاء موجودين في مصر دونما أن يستمعوا للبرلمان وهذه مجموعة معروفة تدعم شخصية معينة... شخصية "خريجة مدرسة انقلابية" لهذا تريد أن تفسد الحوار.
• ما هو موقفكم من حكم المحكمة الدستورية المتعلق بـ "البرلمان" المنعقد في طبرق وكيف تعاملتم معه خلال الحوارات الدئرة؟
- مجرد جلوس الطرفين، البرلمان والمؤتمر هو احترام لحكم المحكمة... وكلنا اعترف أنها مشكلتنا سياسية في ليبيا أكبر من حكم المحكمة... والبرلمان ليس لديه المشروعية ولكن له شرعية الانتخاب... ونحن نبدأ من شرعية الانتخاب وكذلك المؤتمر أصبح المجلس الأعلى للدولة وهذا احترام لحكم المحكمة... هذا ردي عليها.
• هل لك ان تحدثنا عن صعوبات هذا "الحوار" والعراقيل التي واجهته ولازالت تواجهه...
- الحوار أخذ مدة 9 أشهر ليست بالمدة القصيرة وقد كان مضني في الحقيقة وأريد أن أرد على كل الذين يقولون أن الأمم المتحدة هي التي تفرض أو تضع شروط أو بنود الحوار. البنود وضعناها في جنيف (1)... وجلسنا نحن كمحاورين... كل مجموعة لوحدها ووضعت تصورات الحوار... كيف تكون مسارات حكومة الوحدة الوطنية، الجسم التشريعي، المسار الأمني، إعادة الثقة،... ثم جلسنا مجتمعين مع البرلمان والمقاطعين والمستقلين ولكن تغيب المؤتمر وعدلنا البنود وحذفنا بعضها واتفقنا على البعض الأخر وأضفنا بنود أخري... وكان هناك جدال وصراع قوي جدا على هذه المسودة... في المقابل، وسائل الاعلام تتبع مؤسسات وشخصيات ليس لها مصلحة في هذا الاتفاق... وفي ظل غياب وسائل الإعلام المهني الصحيح يحدث التشويش... نجد مثلا في حوار الصخيرات(1-2) الرأي العام في مصراتة جيد جدا وداعم للحوار ولكن في أخر حوار تزعزعت الثقة في الحوار والمحاورين... لماذا؟ لأن من يملك المال والإعلام والدعاية والصوت الذي لا يتمتع بالمصداقية أو الحياد أو الوطنية ولا تهمه مصلحة الوطن يحاول أن يبث الأكاذيب والتدليس على الناس... نجده بما له من إمكانيات إعلامية ومادية صوت أقوى ولكن الحمد الله عندما رجعنا للصخيرات استطعنا أن نعيد هذه الثقة من جديد للناس بعد الاتصال المباشر وأوضحنا لهم الصورة الحقيقة واوضحنا لهم أن مخاوفهم هذه مبررة ولن تكون هذه المسودة مثالية لنا نحن أو الطرف الآخر ولكنها مثالية لإنقاذ البلاد والوطن وأنا أؤكد أن أي شخصية جدلية لن يكون لها نفعا ولن تكون موجودة في الحكومة القادمة إن شاء الله.
باشاغا: "...مؤسسات الدولة سوف تعود والقضاء والنيابة وسيحدد من الذي أجرم في حق الليبيين"
• ما موقف المتهاورين من القادة العسكريين -من الطرفين- الذين ساهموا في تدمير منشاءات حيوية وتهجير المواطنين وتدمير المدن؟
- نحن لا نتكلم عن أشخاص أو مواقف نحن نتكلم عن حوار ومسوداته لوضع إعلان دستوري جديد لليبيا ونتحاور من أجله... نضع خطوط عريضة لإنقاذ ليبيا ولكن لا نتكلم عن أشخاص... نحن لسنا قضاء أو نيابة لكي نوجه التهم. أنت تشاهد أن الطرفين ليبيين وكل منهما يرى في نفسه أنه صاحب الحق والحق الوحيد الموجود في الكون... ولكن مؤسسات الدولة سوف تعود والقضاء والنيابة وسيحدد من الذي أجرم في حق الليبيين وقتل ومن هو الذي انقض على المؤسسات الحكومية والديمقراطية للشعب الليبي ومن يريد أن يعيد النظام الديكتاتوري للبلاد. ونحن كمتحاورين وضعنا بنود لخطوط عريضة للنظام الدستوري الجديد وكيفية التوافق بين المؤسسات الليبية والتنسيق بينهم وتفادينا تدخل السلطات في المسودة الجديدة وفصل السلطات بالكامل عن بعضها البعض... وقد وضعنا آلية لكيفية وضع السلطات ودعمها داخل جسم الدولة.
• التدخلات العربية والأجنبية... هل تخدم الحوار وتصب في مصلحة ليبيا؟
- من بداية الحوار نعرف أن هذه التدخلات لن تكون في صالح الطرفين لأن كل طرف له مجموعة من الدول تدعمه الدعم الكامل ولا أحد من الأطراف يستطيع ان ينكر الدعم الخارجي له مهما كان... فكانت نصيحتي لبرلندينو ليون ان الحل لا يبدأ من ليبيا بل من عواصم 5 دول عربية وإسلامية (القاهرة وأبوظبي والدوحة والرياض وأنقرة)... عليك بزيارتهم وإقناعهم إن السبيل الوحيد لأنقاد ليبيا وأنفسهم كذلك لأن الدور سكون عليهم إن ليبيا تحولت إلى فوضى... وقد قام بالفعل بزيارة تلك العواصم وقد أثمرت زيارته وفعلا تلك الدول أصبح لديها الرغبة الحقيقة للمساهمة في حل الأزمة الليبية... جميعهم لديهم رغبة صادقة وقوية لإنجاح الحوار.
• لماذا ظهر تنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت عقب عملية الشروق؟ ولماذا تم اتهام "عملية الكرامة" بالوقوف ورائه - من قبل بعض الاطراف؟
- إن حدثً فراغ الدولة ومؤسساتها ضعفت فمن الطبيعي أن تتنامي التنظيمات الإرهابية في الدولة وتنظيم الدولة استفاد من الفراغ الأمني والصراع السياسي في البلاد.. ولكن في الحقيقة تنظيم الدولة كان جاهزا وهو ذو عقلية عالمية وليست محلية ويشتغل بعقل جماعي عالمي وهو دائما يبحث عن المتناقضات لا يستطيع أن يعيش إلا متناقض ومن صالحه التنظيم دائما أن تجري مشاكل وحروب في الدولة التي يكون فيها ولا يهمه أحد الطرفين لا يهمه إلا هذه المتناقضات حتى يستطيع أن يتحرك بحرية أكبر وبطلاقة لا يهمه طائفة مع طائفة أخرى مدينة ضد مدينة فقط لكي يستطيع أن يتمدد ويعيش بينهم. وهنا يأتي من الأغبياء من يظن أنه يستطيع أن يستفيد من تنظيم الدولة ويحاول ان يوجه التنظيم بضرب جهة معينه لصالحة... للأسف التنظيم لا يشتغل بهذه الطريقة... التنظيم فائق الذكاء يشتغل بذكاء جمعي عالمي كبيرا جدا يفوق حتى الدول.
• هل مصراتة سوف تخوض معركة تحرير سرت ضد تنظيم الدولة الإسلامية؟
- تنظيم الدولة لا يعتمد على المواجهة العسكرية القوية بل يعتمد على التفجير والترهيب والتخريب والعمليات الوحشية والنوعية لاستنزاف الدول أو المدن لا يستطيع أن يواجه في حرب عسكرية إلا أن تكون محدودة وينسحب بسرعة. وبصراحة يشتغل بذكاء ويعرف من أين يضرب ومتى وكيف يضرب وتأثيرات الضربة... ويقوم بدراسة الموقع أو الهدف قبل استهدافه وفق النظريات والإجراءات المتبعة في الحرب... وجميع ضرباته ضربات قوية وذكية جدا ويحقق منها أهدافه... ولكن بالنسبة لمصراتة سوف تدافع عن مدينتها ومحاربة تنظيم الدولة في سرت أو أي مدينة أخرى هي حرب كل لليبيين وليست مصراتة وحدها... لن تذهب مصراتة لسرت وتقاتل ولا لأي مكان أخر... هذه مسئولية الدولة الليبية ومسؤولية كل الليبيين ولن نسمح لأي أحد أن يورطنا في حرب ضد تنظيم داعش في سرت ولكن سوف ندافع عن مدينتنا ولن نسمح لتنظيم الدولة (داعش) أن يمر من مصراتة إلى مدينة أخرى.
• لماذ في رايك "تنظيم الدولة الإسلامية" في سرت يستهدف مدينة مصراتة في الآونة الأخيرة اكثر من غيرها؟
- هو لا يستهدف مصراتة كمدينة هو يستهدف القوة الموجودة داخل مصراتة... مصراتة بها كمية كبيرة جدا من العتاد والذخيرة والمعدات العسكرية والسلاح وأيضا إن كسر شوكة مصراتة العسكرية فيعتبر الباقي لتنظيم الدولة سهل له ليسيطر عليه بسرعة أكبر... وأكرر القول: المستهدف العتاد والذخيرة والمعدات العسكرية والسلاح... والمستهدف مصراتة كقوة لها تاريخ من سنة 2011م... تاريخ قوي جدا وعسكري... وأنها قوة جبارة والحمد الله وقوية تستطيع صد أي هجوم يستهدف كسر شوكتها وبعدها يستطيع ان يسيطر على ليبيا.
• ما ردك علي الذين يتهمونك بنك فرطت في دماء الشهداء؟
- أنا لا اهتم بهذا الكلام أنا أثق بنفسي جيدا ولا أنتظر شكر من أحد وأعرف هدفي جيدا هو أن هذه الثورة يجب أن تتوج بدولة وهذا هدفي لن أحيد عنه أبدا.
• ما الكلمة التي تود توجيهها الي الليبيين؟
- نحن كلنا ليبيون وهذه دولتنا يجب علينا أن نتفق وأن نتحاب ونصلح أنفسنا ونحل جميع مشاكلنا وأن تكون لدينا حسن النية تجاه بعضنا وحسن الظن... هذا مطلب أساسي في هذه المرحلة... لا مصراتة تريد أن تسيطر على ليبيا ولا أي مدينة أخرى... كلنا ليبيين أخوة أحباب... إن لم نستطع أن نقيم دولتنا لن يقيمها لنا أحد من خارج ليبيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاوره: محمد جميل السباعي.
تصوير فوتوغرافي: غسان مفتاح فكرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق