وكالات: تتصدر مسألة مكافحة الإرهاب أجندة الإدارة الأميركية الساعية إلى تطويقه من خلال الجولة التاريخية للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أفريقيا. ويقدم أوباما بتوقفه في أديس أبابا في سابقة لرئيس أميركي، مكافأة لأثيوبيا الحليف المهم لواشنطن من أجل مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي ولاسيما الصومال وكينيا المتضررين من نشاط حركة شباب المجاهدين المتطرفة. وفي زيارة تعتبر الأولى من نوعها لرئيس للولايات المتحدة وهو في الحكم، يتوقع أن يناقش أوباما أمام أعضاء الاتحاد الأفريقي غدا الثلاثاء مستقبل العلاقات الأميركية الأفريقية وعلى رأسها كيفية التصدي لخطر الإرهاب، وذلك خلال زيارته لمقر الاتحاد. وقبل ساعات من وصول أوباما، رحب المتحدث باسم الحكومة الأثيوبية تيولدي مولوغيتا بالزيارة قائلا إنها "المرة الأولى التي يزور فيها رئيس أميركي أثيوبيا وهذا يرفع العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوى"، مشيرا إلى أن المحادثات بين الرئيس الأثيوبي مولاتو تشومي ونظيره الأميركي ستشمل الأمن الإقليمي وأيضا التنمية الاقتصادية والحوكمة. ويرى محللون أنه خلافا لكينيا التي كانت المحطة الأولى في جولة أوباما في القرن الأفريقي والتي غالبا ما تشهد هجمات إرهابية، فإن أثيوبيا تشكل واحة استقرار في المنطقة في ظل نظام يمسك بدواليب الدولة بقبضة من حديد.
وأشاروا إلى أن أثيوبيا فرضت نفسها حليفا قويا في مكافحة حركة الشباب منذ سنوات عبر مشاركتها بفرقة تضم أربعة آلاف عنصر في قوات الاتحاد الأفريقي "أميصوم" المنتشرة في الصومال، حيث تؤمن الدعم للقوات المحلية الضعيفة ولذلك فإن واشنطن تسعى إلى تأكيد دعمها لها في مواجهة التطرف. ولكن كثيرين يعتقدون أن زيارة أوباما مجرد محاولة للتعويض عمّا فات من قبل أول رئيس أميركي أسود خصوصا أنه تعرض للانتقاد لعدم تقديمه الاهتمام الكافي للقارة الأفريقية منذ توليه الرئاسة في العام 2008. وفي الوقت الذي تشهد فيه القارة السمراء أزمات عدة من بوروندي إلى جنوب السودان مرورا بأفريقيا الوسطى، فإن المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني يتوقعان من الرئيس الأميركي أن يحث الاتحاد الأفريقي على الالتزام بشكل أكبر بمسألتي الديمقراطية وحقوق الإنسان وخصوصا خلال تنفيذ قوانين مكافحة الإرهاب. وأثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة هي ثاني أكبر بلدان أفريقيا من حيث تعداد السكان وهم من أكثر من 80 إثنية وتدين غالبيتهم بالمسيحية، فضلا عن كونها تواجه تدفقا كبيرا للاجئين الفارين من النزاعات خصوصا من الصومال وجنوب السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق