وكالات: كلما اشتدّت الأزمة في سوريا، ضاق الخناق على لبنان الذي يقف وسط معادلة سياسية معقّدة، مع تخبط داخلي أسّسه عدم توافق بين الفرقاء، وتورّط البعض في أجندات أقحمت البلاد في صراعات داخلية وإقليمية بمنأى عنها، وجعلتها معرّضة لتهديدات يخشى اللبنانيون أن تكون نهايتها مشابهة لفترة الحرب الأهلية. وتتمحور هذه التهديدات الرئيسية، وفق تحليل ستيفانو بولو، الباحث في مركز "شؤون متوسّطية"، في: العواقب الداخلية للنزاع الأهلي الدائر في سوريا وضغوط تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى على الحدود اللبنانية، إلى جانب تنامي قوة حزب الله، التي لم تعد محصورة في جنوب لبنان. ويضاعف من وقع هذه المخطار أزمة لبنان الرئاسية والفراغ الذي يعاني منه النظام السياسي في البلاد. ويلاحظ ستيفانو بولو، في تحليله الذي حمل عنوان "لبنان يوجه النداء الأخير"، أن التشرذم الفكري والتطرّف في لبنان يشكلان بيئة مثالية لتصعيد إضافي خطير. كما أن الحرب السورية لم تؤد إلى تدفق اللاجئين في اتجاه لبنان فحسب، بل زادت في التوتر وسارعت من وتيرة الهجمات التي تستهدف الطائفة الشيعية. ويخلص الباحث إلى أن إحدى النظريات الجديدة إزاء التهديدات في لبنان يمكن أن تتم من خلال التعاون الحاسم بين الجبهات المعتدلة في الأجنحة الدينية للحركات الاجتماعية والسياسية في لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق