العرب اللندنية: حذر رئيس الوزراء اليوناني السابق جورج باباندريو من خطورة رفض شروط الدائنين الأوروبيين، مشيرا إلى أن رفضها في الاستفتاء الذي ستشهده البلاد الأحد المقبل، يعني "الفوضى وانقسام البلاد". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها باباندريو رئيس الحركة الديمقراطية الاشتراكية المعارضة، مساء أمس الأول، في ميدان "كوتزايس" أمام حشد من الداعمين للتصويت بـ "نعم" في الاستفتاء المثير للجدل. ولفت المعارض اليوناني إلى أن "آمال اليونان ستتبدد في حل أزمتها المالية إذا ما أدلى غالبية اليونانيين بلا"، مضيفا "في حال رفض الشروط الأوروبية ستنقسم البلاد وستحل بها الفوضى". وحث اليونانيين على التصويت بنعم، معتبرا ذلك بمثابة "الواجب الوطني". ويجرى الاستفتاء بعد أن رفض الدائنون تمديد برنامج الإنقاذ المالي المتعلق باليونان خلال اجتماع عقد في بروكسل، السبت الماضي، حيث ناقشوا برنامج الإصلاحات الذي يتوجب على اليونان إجراؤها للإفراج عن المساعدات المالية وتجنيب أثينا العجز عن سداد الديون المستحقة لصندوق النقد الدولي والبالغة 1.6 مليار يورو نهاية يونيو الماضي.
وحذر مسؤولون أوروبيون من صعوبة التوصل إلى اتفاق مع أثينا بشأن برنامج إنقاذ مالي جديد إذا صوتت أغلبية اليونانيين ضد شروط ومطالب الدائنين الدوليين، ولكن رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس يقول إن رفض هذه الشروط سيعزز موقفه التفاوضي. ويخشى الأوروبيون من خروج اليونان من التكتل، لذلك يسارع المسؤولون نحو ثني اليونانيين، إذ نبه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قبيل يومين من موعد الاستفتاء إلى أن موقف اليونان التفاوضي مع دائنيها "سيضعف بشكل كبير" في حال فازت الـ"لا". ويعتقد محللون أن اليونان رغم أزمتها الاقتصادية منذ قرابة الخمس سنوات، إلا أن الحكومة اليسارية المتشددة تمارس ضغطا على الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة لربح معركتها مع الدائنين وفق شروطها. ويأتي ذلك كله، فيما اشتدت حدة الانقسام بين الناخبين، حيث أشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أيه إل سي أو" أن معسكر "نعم" اكتسب المزيد من المؤيدين حيث بلغت نسبته 44.8 بالمئة من الناخبين مقابل 43.4 بالمئة لمعسكر "لا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق