وقال الحزب في بيان على موقعه الإلكتروني “لم يعد للهدنة أي معنى بعد الضربات الجوية المكثفة للجيش التركي”. وقال المراقبون إن استهداف التنظيمين في آن واحد يكشف عن قصور في الرؤية ناجم عن الغرور الذي طبع سياسات "السلطان" أردوغان منذ أن كان رئيسا للوزراء، لافتين إلى أن أنقرة فشلت طيلة سنوات في هزيمة حزب العمال الكردستاني، ولم تتوقف عملياته إلا بعد اتفاق سياسي قدم خلاله أردوغان “تنازلات مؤلمة” للحزب. وأشاروا إلى قدرة الحزب على خوض حرب العصابات والاحتماء بالجبال، مستفيدا من الدعم الذي يلقاه من أكراد سوريا وأكراد العراق، وهو أمر واقع لا تستطيع أنقرة أن تفعل شيئا إزاءه، وأنها تكون قد عرّضت أمن جنودها من جديد للخطر. وكانت أنقرة تسعى إلى إقامة منطقة عازلة داخل الحدود السورية لتطويق نزوع أكراد سوريا لإقامة إقليم مستقل، لكنها الآن تجد نفسها في مواجهة أكراد تركيا وسوريا والعراق في نفس الوقت، فضلا عن داعش. وفشل الرئيس التركي في استمالة أكراد العراق رغم أنه سعى إلى دعمهم في صراعهم مع الحكومة المركزية، وبعد ساعات على استهداف مواقع حزب العمال الكردستاني، طالب مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق بوقف القصف الجوي التركي على مواقع الحزب الكردستاني التركي.
ونقلت وكالة “باس نيوز” الكردية عن مصدر في رئاسة إقليم كردستان قوله إن البارزاني أجرى اتصالا مع داود أوغلو وطالب بوقف فوري لقصف الطائرات التركية. وانقلب أردوغان على حلفائه في داعش في سياق الضغوط الأميركية على أنقرة لدخول الحرب على التنظيم المتشدد، وطمعا في دعم واشنطن لخطة تركيا في إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا لمنع قيام إقليم خاص بأكراد سوريا. لكن واشنطن اشترطت أن يقتصر دور المنطقة العازلة والتي طولها 98 كيلومترا وعمقها 45 كيلومترا على منع أيّ أنشطة عدائية لداعش، وأن لا تتضمن أيّ استهداف لطائرات الرئيس السوري بشار الأسد. ولا يستبعد المراقبون أن يكون رد داعش قويا ضد المصالح التركية خاصة أن التنظيم يمتلك فكرة ضافية على عدة مناطق داخل تركيا كان عناصره تدربوا فيها على مختلف الأسلحة، وتسللوا عبرها إلى سوريا تحت أنظار الاستخبارات التركية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق