بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: كلمة الممثل الخاص للأمين العام برناردينو ليون في مراسم التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق السياسي.
معالي وزير الخارجية،
السيد رئيس مجلس النواب المغربي
السيد رئيس مجلس المستشارين المغربي
حضرات المشاركين في الحوار السياسي الليبي
سعادة المبعوثين والسفراء، السيدات والسادة الكرام،
السلام عليكم
السيد رئيس مجلس النواب المغربي
السيد رئيس مجلس المستشارين المغربي
حضرات المشاركين في الحوار السياسي الليبي
سعادة المبعوثين والسفراء، السيدات والسادة الكرام،
السلام عليكم
أود أن أبدأ بشكر جميع المشاركين في الحوار السياسي الليبي الذين عملوا بجد وبصورة بناءة خلال الأشهر الماضية بروح المصالحة واستصواب الحلول الوسط من أجل الوصول لهذه المرحلة. ومرة أخرى اليوم وقبل أسبوع من نهاية شهر رمضان المبارك تتجه أعين الليبيين إلى هذا الحفل وكلهم أمل أن يحل السلام على أيديكم وأنتم توقعون بالأحرف الأولى على نص الاتفاق السياسي، اتفاق الصخيرات، الذي نأمل جميعاً أن ينهي الصراع الذي عصف بالبلاد لعدة أشهر. وتعد هذه الخطوة خطوة بالغة الأهمية في الطريق إلى السلام... السلام الذي يسعى الليبيون لتحقيقه منذ أمد بعيد. ونحن هنا هذه الليلة بفضل شجاعتكم والتزامكم وإصراركم.
إن هذا النص إطار شامل سيسمح لليبيا باستكمال المرحلة الانتقالية التي بدأت في 2011 من خلال إيجاد أرضية مشتركة والتوفيق بين العديد من المصالح المختلفة؛ وقد قمتم في هذه الاتفاقية بوضع الخطوط العريضة للمبادئ والمؤسسات وآليات اتخاذ القرار لاستكمال المرحلة الانتقالية إلى أن يتم اعتماد الدستور الدائم. وتضعون من خلال هذا النص حجر الأساس لدولة حديثة ديمقراطية مبنية على مبدأ أن تشمل الجميع ومبادئ وسيادة القانون والفصل بين السلطات واحترام حقوق الإنسان.
إن هذا الاتفاق السياسي هو نتاج عدة أشهر من المفاوضات التي ساهم فيها الممثلون الليبيون الحاضرون هنا اليوم بجهود دؤوبة. ولكن هذا النص كذلك هو نتيجة لجهود العديدين غير المتواجدين هنا والذين قدموا إسهاماتهم من خلال المسارات المختلفة في هذه العملية، ممثلو البلديات -وبعضهم هنا اليوم-والأحزاب السياسية-وبعضهم هنا اليوم-والنساء والنشطاء الذين اجتمعوا في الجزائر ومصر وتونس وسويسرا وفي الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كما أن الدعم الذي قدمته البلدان المجاورة وبلدان عديدة أخرى ممثلة هنا الليلة كان مهما فعلاً. دعوني أذكر أربعة منها، العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا وقطر. ويمكن لقائمة البلدان التي ساهمت في هذه الجهود أن تطول.
وأود أن أؤكد، وأرجوكم دعوني أركز على هذه الرسالة بشدة، لا يزال الباب مفتوحاً أمام هؤلاء الذين اختاروا ألا يكونوا هنا اليوم. فهم أيضاً لعبوا دوراً حيوياً في وضع هذا النص. وكما قلت عدة مرات لا يمكن لأي نص أن يكون كاملاً ولا يمكن أن يفي بتوقعات كافة الأطراف بالنظر إلى مطالبهم المتعارضة وضيق الوقت. وكلي ثقة بأننا في الأسابيع القادمة سنوضح القضايا التي لا يزال هناك نزاع عليها وسنعالج المخاوف المتبقية. كما أثق بأن الأصوات المعتدلة ستستمع لنداء السلام الذي أطلقه إخوتهم الليبيون وسيعملون بصورة بناءة لإنهاء الانقسامات السياسية والمؤسسية التي تتسبب في الكثير من المعاناة لليبيين. كما أنني مقتنع بأن منطق السلام سيسود في المؤتمر الوطني العام، كما جرت العادة لغاية الآن.
لقد تم تحقيق قدر جيد من التقدم ولكن لا يزال هناك عمل مصيري ينبغي إكماله في المستقبل القريب، بحيث يتمكن الليبيون قريباً من جني ثمار السلام. إنني أشجع بقوة كافة أعضاء الحوار على مضاعفة التزامهم وجهودهم بروح المصالحة واستصواب الحلول الوسط لإنقاذ بلادهم من ويلات صراع طويل الأمد والاتفاق بسرعة على حكومة وفاق وطني. وسيكون عليكم التوافق حول الملاحق التي ستحتوي على أحكام مهمة وستشكل جزءاً لا يتجزأ من هذه الاتفاقية. إن ليبيا في حاجة لحكومة قوية تمثل كافة الليبيين وسيكون بإمكان المجتمع الدولي مساعدتها، بل أنه سيساعدها في التصدي للتحديات العديدة التي تواجهها البلاد.
كما أن دور الأطراف الفاعلة في مجال الأمن-ودعوني أركز على هذه الرسالة-يشكل جزءاً مهماً للغاية من هذا الجهد وسيكون أساسياً لاستدامة ودعم تنفيذ هذا الاتفاق. وقد استمعنا لمخاوفها، وسنستمر في الاستماع إلى مخاوفها، وأخذنا إسهاماتها في الاعتبار. وفي نيتي أن أدعوها جميعاً للاجتماع معا قبل التوقيع النهائي على هذا الاتفاق. كما يشجعني الإفراج الذي تم أخيراً عن السجناء وهي خطوة مهمة نحو المصالحة الوطنية. ولكن لا يزال هناك عدد أكبر بكثير محتجز بصورة غير قانونية وأنا أحث كافة الأطراف على إطلاق سراحهم قبل نهاية شهر رمضان. وستكون هذه هدية تستحقها عائلاتهم وهم يحتفلون بالعيد وإشارة لا لبس فيها بأن كافة الأطراف ملتزمة فعلاً بتحقيق المصالحة.
اسمحوا لي بأن أنتهز هذه الفرصة لأشكر المجتمع الدولي، الممثل هنا اليوم من خلال مجموعة لامعة من السفراء والمبعوثين، على مرافقته لهذه العملية وأن أؤكد على أن كافة أعضاء المجتمع الدولي على استعداد لدعم حكومة الوفاق الوطني وتوفير الضمانات من أجل إنجاح عملية المصالحة الوطنية. ولقد كان هذا مثالاً رائعاً حقاً للشراكة الناجحة بين ليبيا والمجتمع الدولي، وبين الأطراف الإقليمية والأمم المتحدة، وطبعاً مع البلد المضيف المغرب. وستعمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يداً بيد مع الشعب الليبي من خلال الاحترام الكامل لمصلحة ليبيا الوطنية وسيادتها من أجل بناء مؤسسات راسخة وحكم رشيد ومن أجل دعم التعافي الاقتصادي السريع لفائدة كافة الليبيين الذين طالت معاناتهم. نحن هنا الليلة من أجل جميع هؤلاء الليبيين، ومن أجل جميع هذه العائلات، ومن أجل جميع هؤلاء الأطفال والنساء والرجال الذين يعانون.
كلماتي الأخيرة ستكون كلمات امتنان، أولاً لفريقي الممتاز الذي لولا دعمه ولولا قدراته الخلاقة وصبره على قيادتي الصعبة للعمل لما كان من الممكن تحقيق أي شيء. ودعوني أيضاً أن أذكر عائلتي، فالأيام والأسابيع الطويلة التي كان من المفروض أن أقضيها معها قضيتها هنا معكم جميعاً، أود أن أذكر أن زوجتي موجودة هنا اليوم. واسمحوا لي في كلمتي الختامية، طبعاً، وأخيراً وليس آخراً، أن أتقدم بالشكر إلى مملكة المغرب، وعلى وجه الخصوص جلالة الملك محمد الخامس على كرمه، ودعمه للضيافة، وتحديداً على دوره في تيسير أمر هو في غاية الأهمية بالنسبة لنا جميعاً. أعتقد أننا جميعا متفقون أننا ما كنا سنجد مكاناً أفضل للعمل معاً ولتوفير البيئة اللازمة لهذا العمل، الذي من المؤمل كما ذكرت آنفاً، أن يفتح صفحة جديدة من تاريخ ليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق