الحياة: شهدت مدينة درنة الليبية أمس، اشتباكات بين عناصر من تنظيم «داعش» ومسلحي «مجلس شورى مجاهدي درنة»، في محاولة لطرد عناصر التنظيم المتطرف من المدينة، فيما أحبط عناصر «الجيش الوطني» الليبي الذي يقوده الفريق أول خليفة حفتر الموالي لحكومة عبدالله الثني المعترف بها دولياً فجر أمس، هجوماً انتحارياً شنّه عناصر من «داعش» بواسطة سيارة مفخخة حاولت اقتحام معسكر للجيش في مدينة بنغازي. وأُحبط الهجوم عندما شك حراس بوابة المعسكر بتوجه السيارة مباشرةً نحو البوابة ومن دون أي مؤشر على نية سائقها التوقف، فرشقوها بنيران رشاشاتهم، ما أدى إلى انفجارها قبل وصولها إلى البوابة، حيث تناثرت أشلاء سائقها.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الليبية القريبة من السلطات الحاكمة في طرابلس أن «الاشتباكات تجددت صباح السبت بين ثوار درنة وما يُعرف بعناصر تنظيم الدولة في منطقة الفتائح»، التي وصفتها بأنها «المعقل الأخير لعناصر التنظيم» في درنة، شرق ليبيا. وأشارت الوكالة إلى أن «الاشتباكات التي استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم». ويشن مسلحون ينتمون إلى «مجلس شورى مجاهدي درنة» منذ أكثر من أسبوع هجمات تستهدف عناصر «داعش» في المدينة التي سبق أن نظم التنظيم المتطرف استعراضات عسكرية فيها. ونشرت وسائل إعلام ليبية أول من أمس، بياناً نسبته إلى «مجلس شورى مجاهدي درنة» عدّد فيه أسباب قتاله «داعش». ومن بين هذه الأسباب أن التنظيم «كان من الظالمين المعتدين على دماء المسلمين وأموالهم، وأول ظلمهم وبغيهم أنهم قاموا بتكفيرنا من غير برهان».
والجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء «مجلس شورى مجاهدي درنة» غير محددة، غير أن تحالف «فجر ليبيا» الذي يسيطر على طرابلس منذ نحو عام ويضم إسلاميين، أعلن في أكثر من مناسبة تأييده لهذا المجلس. وشيّع أهالي بنغازي أمس، عدداً من ضحايا الاشتباكات الدائرة في بنغازي بين الجماعات المتشددة وقوات حفتر. وذكرت مصادر طبية أن 5 عناصر على الأقل من القوات الليبية قُتلوا في وقت متأخر من مساء أول من أمس، عندما سقطت قذيفة مورتر على موقع لهم في مدينة بنغازي، شرقي البلاد. وأضافت المصادر أن 20 جندياً على الأقل لقوا حتفهم في مواجهة ميليشيات متشددة خلال شهر حزيران (يونيو) الجاري. وقال الناطق باسم الجيش محمد حجازي إن قواته تقاتل في 6 مناطق في المدينة. وأضاف أن «أفراد الجماعات المتشددة يتمركزون فوق المباني، ولغموا كل المنازل والشوارع».
في المقابل، قال فتحي الزائدي أحد القادة الميدانيين في كتيبة «17 فبراير» إحدى كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي لـ»الحياة» أن «الاشتباكات العنيفة التي دارت ليلة الجمعة وساعات صباح السبت الأولى في مناطق الليثي والصابري وسوق الحوت مكّنت ثوار شورى بنغازي من دحر قوات حفتر واسترجاع بعض المواقع التي سيطروا عليها لبضعة أيام وتكبيدهم أكثر من 6 قتلى وعدداً من الجرحى».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق