لكن حتى وقت قريب، كانت الجماعات التابعة تعمل بدرجة كبيرة من الاستقلال، ولم تكن هناك أدلة تشير إلى تلقيهم الأوامر من القيادة الأساسية للجماعة فى سوريا والعراق، كما يقول المسئولون الأمريكيون. أول توسع لداعش خارج الشرق الأوسط واستفادت الجماعة الأساسية بدورها بالإشارة إلى تزايد عدد التنظيمات التابعة لتثبت أن خلافتها المزعومة تتسع. إلا أن المكاسب فى شمال أفريقيا يمثل أول توسيع لنطاق الجماعة خارج الشرق الأوسط يتجاوز جهود المسلحين فى محاولة تأمين دعم مباشر من المتطرفين الموجودين فى سوريا، كما يقول المسئولون الأمريكيون. كما أن تواجد داعش فى ليبيا يمنح التنظيم قاعدة انطلاق جديدة للتخطيط لهجمات فى شمال أفريقيا وعبر البحر المتوسط فى أوروبا. وقد وافق الاتحاد الأوروبى على بدء مهمة ضد مهربى المهاجرين فى ليبيا، إلا أن الاتحاد قال أن المهمة لا تهدف لمواجهة التهديد المتنامى لداعش فى ليبيا.
خيارات قليلة لوقف نمو داعش فى ليبيا وتقول "وول ستريت جورنال" إن المسئولين العسكريين الأمريكيين لا يرون خيارات مناسبة كثيرة لوقف نمو داعش فى ليبيا، حيث ملأت العديد من الجماعات المسلحة فراغ السلطة الذى سببه القتال على السلطة بين حكومتين ضعيفتين فى البلاد. ولا يرغب الجيش الأمريكى فى توسيع حملته الجوية المستمرة ضد داعش فى سوريا والعراق لتمتد إلى شمال أفريقيا، ولا يوجد قوى موثوق بها فى ليبيا يمكن أن تعمل أمريكا معها للاستفادة من القصف، مثلما تفعل الولايات المتحدة فى العراق. وقال المسئولون العسكريون الأمريكيون إن أفضل طريقة لمنع داعش من توسيع سيطرته العالمية هو التركيز على معاقله فى الشرق الأوسط. وأضاف أحدهم إنهم يضربون التنظيم الآن فى مناطقهم الأساسية بالعراق سوريا. غير أن الصحيفة تقول إن التحول فى العلاقة بين داعش والمسلحين فى ليبيا تشير إلى أن الجماعة الإرهابية تعمل بجدية أكبر من أجل الاستفادة من شعبيتها العالمية بين الجماعات المتطرفة. ويمكن أن تؤدى تلك الروابط العميقة إلى منح داعش القدرة على مد نفوذها فى أفريقيا، حيث تعهدت جماعات مثل بوكو حرام فى نيجريا بالتحالف معها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق