وكالات: بدأت بريطانيا الأحد مرحلة التكيف مع خارطة سياسية جديدة مدتها خمس سنوات بعد الفوز المفاجئ لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالغالبية للمرة الأولي منذ عام 1992، والذي ترك المعارضة العمالية مشتتة وعزز مواقع الانفصاليين في اسكتلندا. وفي حين أمضى كاميرون عطلة نهاية الأسبوع يحاول تشكيل فريقه الوزاري الجديد حيث أبقى على وزراء الداخلية والخارجية والخزانة والدفاع والتعليم في مناصبهم دون تغيير، احتفل الحزب الاسكتلندي القومي بفوزه المزلزل مؤكدا أنه لن يهمش في البرلمان الجديد. وأبدت الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستيرجن في تصريحات لبرنامج "آندرو مار شو"على شبكة "بي بي سي" شراسة في التعامل مع المحافظين حينما قالت إنها أبلغت كاميرون “بأنه لا يمكن التعامل مع اسكتلندا كما كان يحدث في الماضي"، مشيرة إلى أنها لم تكن تفضل عودته لرئاسة الوزراء. ومن الواضح حسب الكثير من المحللين أن يواجه رئيس الوزراء المحافظ معركة صعبة لإبقاء اسكتلندا داخل بريطانيا مع تلويح زعيمة قوميي اسكتلندا بإقامة استفتاء ثاني للانفصال عن المملكة قد يأتي بنتائج عكس ما جاء به استفتاء سبتمبر الماضي في حال إجرائه. وقالت إن هذه المسألة ليست "مطروحة الآن"، إلا إذا صوتت اسكتلندا للبقاء في الاتحاد الأوروبي واختار الناخبون البريطانيون الخروج منه.
وهناك قلق في أوساط رجال الأعمال في المملكة المتحدة بشأن الاستفتاء الذي ينوي كاميرون إقامته حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بحلول 2017 بسبب ضغوط التيار اليميني، رغم تأكيده على أنه سيسعى للبقاء في الاتحاد طالما أن بوسعه التفاوض بشأن الإصلاحات لخفض عدد المهاجرين نحو بلاده. ومن المتوقع أن يقوم كاميرون بتغيير وزاري أكبر اليوم الاثنين يشمل شغل المناصب التي كان نواب حزب الأحرار الديمقراطيين ضمن التحالف الذي شكله حزبهم مع حزب المحافظين خلال الدورة البرلمانية السابقة. ووقعت صدامات بين عشرات من المحتجين المناهضين للتقشف الغاضبين من فوز كاميرون بولاية ثانية، والشرطة خلال احتجاجات أمس الأول أمام مبنى رئاسة الوزراء ما أسفر عن نقل شرطيين إلى المستشفى واعتقال 17 شخصا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق