وكالات: يستعد معارضو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أقل من شهر، لإشهار السلاح الذي لطالما استخدمه الأخير لتنحية خصومه عن المشهد، منصبا نفسه ملك التغيير والإصلاح. اليوم بات الرئيس أمام هوة حفرها بنفسه، فحزبه الحاكم "العدالة والتنمية" سيواجه بالانتخابات النيابية بعد أقل من شهر معارضة تنادي بما كان الحزب ينادي به وتخلى عنه فجأة، بعد أن شهد موجة من التغييرات طالت أغلب مناصبه القيادية. أردوغان انشغل بالمنصب الجديد، وسلم دفة العدالة والتنمية لداوود أوغلو الذي جمد مفهوم التغيير وحصره بالنظام مناديا بتغييره إلى رئاسي، وتناسى شعارات سبق لحزبه طرحها، فغابت عن خطابات أوغلو الأخيرة، البرنامج الاقتصادي الإصلاحي، والوعود التي سبق أن طرحها الحزب في الانتخابات الأخيرة، بتحسين أوضاع المتقاعدين والفلاحين والفقراء. اليوم، أحزاب معارضة، كحزب الشعب الجمهوري، استطاعت إدراك الحيلة التي مارسها الحزب الحاكم للسيطرة على عقول وقلوب الأتراك، وبدأت بإتقان لعبة أردوغان واستخدمت سلاحه الإصلاحي العتيد.
وطرح حزب الشعب الجمهوري، برنامجا انتخابيا أحرج الحزب الحاكم، حيث شكك بقدرة موارد البلاد على تنفيذ ما سبق وأن وعد به "العدالة والتنمية" الجماهير بدعم المتقاعدين والفقراء، طارحا مشروعا إصلاحيا سيوفر الموارد الكفيلة بذلك ومن بينها وقف الإسراف الحكومي، لا سيما ما يصرف على تشييد قصور الرئاسة. رئيس الحزب المعارض كمال كيليجدارأوغلو، وجّه اتهاما مباشرا للحزب الحاكم وأعوانه، ما استفز الرئيس أردوغان الذي خرج عن صمته واخترق الحيادية المفروضة كونه رئيسا للبلاد، لير على أوغلو (إنه يسرق وعودنا نحن أول من تحدث عن دعم المزارعين والفقراء)، ليرد أوغلو بأسلوب مستفز أكثر (ما الذي منع حكومتك عن فعل ذلك)… أردوغان للآن يلتزم الصمت. المناكفة التي دارت بين الرئيس التركي ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كان من المفترض ان يكون رئيس الحزب الحاكم داوود اوغلو طرفا فيها، لكن الأخير بات يجد نفسه أسير خطة أردوغان الجديدة، التي جمدت مفهوم التغيير وحصرته بقلب نظام الحكم مطالبة بالوقت ذاته بإبقاء كل شيء على ما هو عليه، ليجد داوود أغلو نفسه، مقيدا بتكرير العبارة ذاتها (حان الوقت لتغيير نظام الحكم إلى النظام الرئاسي) ليختزل بتلك العبارة برنامجا انتخابيا كان قبل أعوام مليئا بالشعارات الزائفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق