وتأتي التهديدات، ردّا على قرار الحكومة المؤقتة التي تتخذ من مدينة البيضاء بطبرق شرق البلاد مقرا لها، بإنشاء مؤسسة للنفط في بنغازي لإدارة القطاع النفطي، بدلا عن المؤسسة الوطنية في طرابلس، وفتحها حسابا بنكيا في الخارج لإيداع الايرادات النفطية. وقال الثني في بيان الثلاثاء، إن ما تفعله حكومته من تغيير لمسار عائدات النفط، هدفه في الأساس مساعدة الشعب الليبي، مضيفا أن المؤسسة الوطنية للنفط الموازية في طرابلس غير شرعية. وتسعى حكومة الثني الى إنشاء بنك مركزي ومؤسسة للنفط في بنغازي، كمؤسسات بديلة عن المؤسسة الخاضعة لحكومة طرابلس، لكن مبيعات النفط وإيراداته لاتزال تمرّ عبر البنك المركزي الليبي والمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس. واذا نجحت حكومة طبرق في فكّ الارتباط بالمؤسسة الأم وتنفيذ قراراتها، فإن هذا المسار سيتغيّر، غير أن محللين قالوا إن تغيير مسار مبيعات النفط وايداع الايرادات في الخارج يبدو صعبا على الاقل في هذه المرحلة.
وتحتاج الحكومة المؤقتة لتحويل ادارة القطاع النفطي الى المؤسسة الجديدة في بنغازي وتحويل مسار الايرادات النفطية الى حسابات تتبعها، الى اقناع التجار بأنها مخولة قانونا بالتصرف في الخام الليبي، في الوقت الذي تمتلك فيه المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس جميع العقود والوثائق والخرائط. وقالت مصادر ليبية، إن ردّ فعل ميليشيات عملية الشروق، ينذر بتغيرات كبيرة في الصراع النفطي بين الطرفين، وبتصاعد المواجهات العسكرية في منطقة الهلال النفطي التي تضم أهم المنشآت والموانئ النفطية، ما يعمق جراح الاقتصاد الليبي وينذر بانهياره لاعتماده الكلي على النفط كمصدر وحيد للدخل. وحذّرت من أن الاقتتال بين الطرفين قد يعود بوتيرة أشدّ من السابق، على خلفية الصراع على ادارة الايرادات النفطية، ما يهدّد أيضا بتراجع انتاج وصادرات النفط، الشريان المالي الوحيد للبلاد. وكانت ميليشيا عملية الشروق الموالية لبرلمان طرابلس وقوات حرس المنشآت النفطية التي يقودها ابراهيم الجضران والمتحالفة مع حكومة طبرق، قد توصلت قبل أسابيع قليلة الى اتفاق لوقت اطلاق النار في منطقة الهلال النفطي.
وتوقع خبراء ليبيون وقتها أن يرتفع الانتاج النفطي تدريجيا بعد هذا الاتفاق الى مستويات تقارب ما كان عليه في 2010، لكن الانتاج ارتفع فقط الى نحو 600 ألف برميل يوميا، ما يعادل تقريبا نصف ما كان عليه الانتاج قبل الاطاحة بنظام معمر القذافي. وتسعى السلطتان التي تحظى كل منهما بمساندة تشكيلات مسلحة للسيطرة على الموانئ والمنشآت النفطية. وكانت الميليشيات الموالية للبرلمان في طرابلس، والتي توصف بأنها الذراع العسكرية لإخوان ليبيا، حاولت في ديسمبر الماضي استعادة مينائي السدرة وراس لانوف الرئيسيين من قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة طبرق. وتدور اشتباكات متقطعة بين حرس المنشآت النفطية وقوات الشروق التابعة لفجر ليبيا، في منطقة الهلال النفطي، ويتخللها عادة أعمال قصف عشوائي، أدى بعضها إلى نشوب حرائق في خزانات ميناء السدرة. ويعد ميناء السدرة النفطي أحد أكبر موانئ التصدير الليبية، ويبعد حوالى 180 كلم شرقي مدينة سرت، ومن بين مرافقه 4 مرافئ مجهزة لسفن الشحن، و19 خزانا بسعة تخزينية تصل إلى نحو 6.2 مليون برميل من النفط الخام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق