ندوة حول الشأن الليبي الانتقالي بمعهد عصام فارس ببيروت
خاص - ليبيا المستقبل - بيروت: عقد معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية بمقره بالجامعة الامريكية ببيروت يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر ندوة حول الشأن الليبي الانتقالي كأول مداولاته التحضيرية حول أوضاع دول الثورات (ستخصص ندوات قادمة لمصر وتونس واليمن) تمهيدا للندوة دولية تنظم من قبل المعهد في يناير 2016 تحت عنوان 5) أعوام بعد الثورات العربية عُسر التحول الديمقراطي ومآلاته) وكان الدكتور طارق متري الاكاديمي والسياسي مدير المعهد قد افتتح الندوة وبحضور بعضٍ من طلاب واساتذة الجامعة، موجها شكره للباحثين المشاركين والذين تم دعوتهم ليعرضوا أوراقهم ويتناقشون حولها من اكثر من دولة ضمن محاور رئيسة كانت على النحو التالي:
- السياق الاجتماعي والسياسي عند قيام الثورة (د. المولدي الاحمر) تونس.
- تعثر بناء الدولة ما بعد سقوط نظام القذافي (كلوديا غازيني) أيطاليا.
- التناقضات الاجتماعية والمنافسات السياسية والنزاعات بعد الثورة (فاطمة غندور) ليبيا.
- مساهمات هيئات المجتمع المدني وشخصياته في التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي (د. كارمن جحي وحنان صلاح) لبنان.
- التدخل الدولي وسياسات الدول حيال ليبيا ما بعد الثورة ودور المم المتحدة (د.طارق متري) لبنان.
- شروط الخروج من الأزمة الحاضرة واحتمالاتها (لمياء أبوسدرة) – ليبيا.
- تعثر بناء الدولة ما بعد سقوط نظام القذافي (كلوديا غازيني) أيطاليا.
- التناقضات الاجتماعية والمنافسات السياسية والنزاعات بعد الثورة (فاطمة غندور) ليبيا.
- مساهمات هيئات المجتمع المدني وشخصياته في التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي (د. كارمن جحي وحنان صلاح) لبنان.
- التدخل الدولي وسياسات الدول حيال ليبيا ما بعد الثورة ودور المم المتحدة (د.طارق متري) لبنان.
- شروط الخروج من الأزمة الحاضرة واحتمالاتها (لمياء أبوسدرة) – ليبيا.
د. المولدي الاحمر: في ليبيا لم يُفرض على القوى المعتدلة أن توضح موقفها من الطرف المتطرف المسلح.
وحسب سياق الندوة الذي تم توزيع برنامجها على الحضور استهل الجلسة الصباحية د. المولدي الاحمر وهو باحث في التاريخ الاجتماعي له تجربة التدريس في الجامعة الليبية كلية التربية بطرابلس تسعينيات القرن المنصرم، وله أصدار حول دور الزعامات الليبية ابان حركة الجهاد الليبي، الاحمر وضع خارطة منهجية لمحوره حددها أولا في مُسببات ما وصلت إليه الاوضاع في ليبيا ومنها: الفراغ السياسي والثقافي ما انتج غيابا لثقافة الشرعية الانتخابية ومشكلة الفعل، أيضا فكرة الوطن والمواطنة والدولة الحديثة لا تحضر عند سياسي البلد ولا ترتفع سيسيولوجيا عند نخبها التي لا تتواصل او تتحاور مع بعضها البعض رغم انها ترفع اهدافا مشتركة، التدخل الخارجي ونظرته التي تستغل اهمية ليبيا الجغرافية والبترولية، امكانيات غير مسبوقة اعطيت لوسائل الأعلام فخالفت اخلاقيات مهنتها بانحيازها لطرف مسلح ضد طرف آخر، تفرد بها اصحابها بشكل مصلحي منحاز، الارث السياسي الذي قاده نظام زعامي لا يبني دولة قائمة على نظام اقتصادي ريعي، واسترجع نموذج تونس حيث جرى ضغط مدني تجاه الدستور، وتجاه تحديد موقف النهضة من طرف متطرف، ففي ليبيا لم يُفرض على القوى المعتدلة أن توضح موقفها من الطرف المتطرف المسلح.
وعرض في ختام ورقته ما يمكن اعتباره أفقا لحلول تبدأ من ضرورة إقرار أليات فهم لبنية الصراع الجاري وذلك ما سيقود الى نجاعة الحلول، وأن الشرعية الانتقالية على أساس الانتخابات غير ممكنة حاليا كمرحلة أولى، كما أن فرض نموذج اجتماعي ديني غير ممكن بل بالامكان خلق ميثاق يقوم على التبرؤ من المتطرفين ولعل استحداث رابطة المثقفين الليبين الاحرار تقود ضغطا عند الرأي العام والمجتمع المدني لرفض ما يجري تداوله، وأنه لا يمكن حسم الصراع بالقوة وبالامكان ترجيح الدعوة الى حكومة توافق وطني ربما تحت مسمى مجلس وطني انتقالي جديد (غير منتخب) ويتم ضبط اعضاءه معياريا بتفاصيل يجري تدقيقها، مسألة الأمن والذي مركزيته كمشكل انتشار السلاح وعلى ذلك ينبغي جمع السلاح تحت مظلة الامم المتحدة.
كلوديا غازيني: صعوبات كثيرة تواجه مرحلة بناء مؤسسات الدولة اعمقها انتشار الاسلحة
الباحثة الايطالية كلوديا غازيني والمتابعة بتقاريرها للشأن الليبي منذ بداية الثورة 2011 (تعمل لصالح منظمة مجموعة الازمات الدولية ببروكسل) رأت في ورقتها أن اخطاء كثيرة حصلت في العملية الانتقالية ومنها: الثقة الزائدة في النظام الانتخابي المُبكر، والبث في صياغة الدستور، ثقافة الفساد المترسخة والتي واصلت ضرب اطنابها كما النظام السابق، نموذج ذلك ماخصص لوزارة الصحة لاستيراد أدوية والتي وصلت ميزانيتها المليونية ان يكون لكل فرد ما يعادل الف جنيه ليبي سنويا وقد ضاعت تلك الميزانية في ترويج لانشطة غير مشروعة، واضافت غازيني من ذلك فإن صعوبات كثيرة تواجه مرحلة بناء مؤسسات الدولة اعمقها انتشار الاسلحة في ايدي مجموعات ومنها ما يتبع احزاب واعضاء مؤتمر وطني سابق، بالمقابل هناك نقص في الاعداد والتدريب والاستقطاب للكوادر المؤهلة للقيادة، ثم تساءلت غازيني كيف يتاتي تحفيز الفاعلين على اعادة بناء واعمار الدولة، ومن ذلك إعادة ادماج الذين خرجوا من الحياة السياسية ولهم خبرتهم، هناك أيضا خوف عميق وتحذيرات تتعلق بضياع هيبة الجسم القضائي بما نراه من خلل صارخ كالدعوة لأنشاء محكمة عليا منفصلة نتاج أن محكمة طرابلس ليست مستجيبة لحكومة الشرق (في ضوء حكومتين وبرلمانيين شرق البلاد وأخرى غربها)، واليوم المُشكلة الشائكة التي تمس عصب البلاد وهي عائدات بيع النفط المتراجعة نظرا للاشتباكات والتصعيدات المسلحة فقرار أو مرسوم حكومة البرلمان الليبي بإنشاء مؤسسة نفطية جديدة وكذا فتح حساب لأموال تصدير النفط بدولة الامارات لم يُناقش او تقع المصادقة عليه في جلسات البرلمان الليبي وتلك مخالفة تشريعية قد تحدث شرخا يؤدي لسحب الثقة من حكومة الثني مما ينذر بقطيعة بين التشريعي والتنفيذي.
فاطمة غندور: لا قبائل ولا اثنيات ولا تعدد لأديان في الجغرافية الليبية تُعزز ما يُشاع من أن هناك تناقضا بيناً في النسيج الاجتماعي الليبي.
الصحفية والاستاذة الجامعية فاطمة غندور قدمت إهداءً لمدير المعهد د. طارق متري قبل ولوجها عرض ورقتها، تمثل في مُجلد بأعداد جريدتها ميادين المستقلة والتي توقفت نتيجة تصعيدات سياسية وأمنية 2014، غندور قدمت مدخلا اعتبرته لازما لأضاءة بعض الملامح التي رافقت الثورة الليبية في مقارنتها بثورتي تونس ومصر تشابها واختلافا، وكان عنوانها البحثي الاول: التناقضات الاجتماعية حين تصبح مُوحِدةً، مُستعيدة نماذج من تجارب سياسية لحظة الازمات والنزاعات الليبية وفي أزمنة العوز والفقر والاستعمار كانت داعية الى التعاضد والمصالحة والسلم الاهلي الليبي شرق وغرب البلاد من حكومة ذاتية باجدابيا، الى تأسيس الجمهورية الطرابلسية أول جمهورية عربية، الى اتفاق الحرابي في تدليل على انه لا قبيلة ولا اثنيات ولا تعدد لأديان في الجغرافية الليبية تعزز ما يشاع من أن تناقضا بينا في النسيج الاجتماعي الليبي، وفي محور النزاعات والتنافس السياسي الليبي راجعت غندور المشهد السياسي الليبي عقب الثورة من نتائج انتخابات أول مؤتمر وطني وما تمخض عنه من ابعاد لأغلبية بتهديد السلاح والتطرف الديني، وقد تناولت مناطق الصراعات والحرب كل على حدة: بنغازي، ودرنة، ومصراته، وطرابلس، والجنوب الليبي مُحللة التداعيات التي أوصلت الاطراف الى تقسيم البلاد بين حكومتين وبرلمانيين، واعتبرت أن خارطة ومفاتيح لحلول قد انبرت كمثال فيما قدمه السيد ابراهيم الدباشي الممثل الدائم لليبيا في مجلس الأمن بتاريخ 27-3-2015) وهي جديرة باتخاذها ألية عمل لحل سياسي للازمة الليبية المتفاقمة ابرزها دعم الحكومة الليبية والمعترف بها دوليا في مكافحة الارهاب، الاعفاء من حظر الاسلحة المقدمة للجيش الليبي، الضغط من أجل أن تساعد الدول التي لديها تأثير على المجموعات المسلحة المتحالفة مع مجموعات الارهاب بفك ارتباطها بالارهاب، وختمت غندور بضرورة البث بحوار داخلي بين الليبيين وخاصة أطراف التيار الوطني والذي يشترك في أهدافه ولكنه تيار (كل يغني على ليلاه) وأن لابُد من تقوية الصف الوطني بالاجتماع والتواصل وخلق قيادة توافقية، حوار الليبين كتيارات ونخب مدنية أولا، وهو ما يستلزمه هكذا خطر.
كارمن هجي: انعدام التراكم للتجربة المدنية الليبية أبعدها عن مشاركتها فعليا في الاصلاح السياسي وجهود المعارضة والرقابة
استاذة السياسات الدولية بالجامعة الامريكية كارمن هجي وفي محورها حول اداء المنظمات المدنية اعتبرت أن نشاطا مدنيا مكثفا ومبشرا شهده الحراك الليبي عقب الثورة مباشرة وبتبعيته لوزارة الثقافة كهيئة لمنظمات المجتمع المدني التي أشترطت تسجيلها واعتماد عملها عبرها، وأكدت وعبر تواصلها مع المنظمات المدنية الليبية أنها قد أرتأت السير في نهج أعلاه نسبةً تقديم المساعدات ودعم العمل الاغاثي الخيري، ثم بناء القدرات من خلال الاعداد والتأهيل والتدريب قصير وطويل المدى، ثم التوعية والتاثير باتجاه الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وعن تجربة مؤسستها - المتعاونة مع اكثر من منظمة ليبية متعددة الانشغالات- والتي قادت بحثا استبيانيا في الفترة 2012 – 2013 مدخله عقد 15 حوار نصف مهيكل، وقد طرحت مؤسستها استبيانا في شكل أسئلة حول ماذا يريد الليبيون من دستور البلاد، من ذلك أي نظام حكم يريده الليبيون، مدى اهمية بنود الدستور، كيف ينظر الليبيون للدستور، ومن ضمن ما تمخضت عنه أجابات العينة على مستوى البلاد أن 91% منهم أكدوا أن للدستور دورا في اعادة بناء ليبيا، وكانت أحدى التعليلات أن الدستور قضية محورية في الشأن الليبي، فيما حددت 5% من العينة إجابتها أن الدستور ليس صوتا أو مطلبا أساسيا للمجتمع الليبي في الوقت الراهن، فيما حددت جملة 35% من العينة أن الدستور يضمن الفيدرالية الموحدة مقابل المركزية التي قسمت البلاد، وأشارت كارمن الى ان انعدام التراكم للتجربة المدنية الليبية أبعدها عن مشاركتها فعليا في الاصلاح السياسي وجهود المعارضة والرقابة والنقد والتي غالبا ما تضطلع بها منظمات في اوضاع هشة لحلحلة الأزمات وتأكيد الدور.
حنان صلاح: نحن الان بمفردنا ولا يُساعدنا احد، مما يولد صعوبات جمة في التوثيق
مسؤُلة مكتب الهيومن رايتس بليبيا منذ 2011 حنان صلاح وقد اعلنت أنها جاءت من بنغازي شاركت د. كارمن محورها كونها تمثل منظمة مدنية غير حكومية وقد واجهت مشكلات حادة بدءً من تسجيل المنظمة المشروط عند وزارة الثقافة وكانت الصعوبات والتعقيدات وصلت حد أن أوراقاً مطلوبة تم توفيرها كمسوغات للتسجيل ظلت حبيسة لتسعة اشهر داخل أدراج الوزارة مما اضطرها للذهاب الى بنغازي مبتدأ الثورة الليبية للتسجيل وكذا فعلت زميلتها منظمة مراسلون بلا حدود، وصرحت حنان أن المنظمات الاسلامية تسجل و تحصل على الترخيص في أيام معدودة ما مثل أنعكاسا لما تريده الحكومة الانتقالية الاولى، ونوهت صلاح الى أنه حد اللحظة لم يتم تمرير قانون المنظمات غير الحكومية الذي عملت نخب ليبية على تقديمه بمجرد إقراره عقب مناقشات ولقاءات خاضتها منظمات مدنية ليبية، واليوم منظمة هيومن رايتس تفتقد شركاءها أفرادا ومنظمات على الأرض كانوا يوثقون كل الممارسات التي تمس الفرد والمؤسسات، حيث لا صحفيين لا نقاد لا معارضة و ما من منظمة تملك قدرة على توثيق كل المسائل الانسانية التي تجري على مستوى البلاد وبشكل خاص غرب البلاد، وأعربت حنان عن العجز عن النزول للعاصمة ولا على تقديم أحد ليكون ضحية لخطر مراقبته أو تهديده بالموت، وختمت قائلة: نحن الان بمفردنا ولا يساعدنا احد، مما يولد صعوبات جمة في التوثيق، أيضا تقويض السلطة القضائية وهي من الاسس المهمة في التعاطي مع عملنا وقد صارت مؤخرا انعكاسا لما تريده الحكومة.
لمياء أبوسدرة: سيناريو الأبقاء على المؤتمر الوطني كان حلا لمنع سيطرة مجلس عسكري على عاصمة البلاد
لمياء ابوسدرة وكيل سابق لوزارة الاعلام الليبية قدمت في المحور الرابع والاخير للندوة عرضها لسيناريوهات المآل الليبي اذا ما انعدمت اسس الحوار التوافقية بتقديم بعض التنازلات بين الاطراف الليبية ما سيؤدي الى حرب اهلية، وسيطرة للمليشيات المسلحة، وتقسيم للبلاد، وتدخل أجنبي، ورجحت أن سيناريو الأبقاء على المؤتمر الوطني كان حلا لمنع سيطرة مجلس عسكري على عاصمة البلاد، وأن ماجرى من عدم تسليم واستلام بين المؤتمر ومجلس النواب هو ما ادى الى تفاقم الاوضاع.
طارق متري: تونس اليوم، مُهيئة لأن تلعب دور الوسيط النزيه، وان تدعو لتسوية سياسية في ليبيا
د. طارق متري المبعوث الاممي الثاني لليبيا (عقب الانجليزي ايان مارتن) لخص في نقاط محوره حول السنياريوهات والمآلات تعلق بعضها بمهمته المباشرة أثناء وجوده بليبيا وبعضها الاخر تعلق برأيه في مآلات مشهد الصراع الليبي الحالي والسيناريوهات المحتملة، وقد افتتح متري مداخلته بالقول أن وضع ليبيا ظل استثنائيا مع هيئة الأمم المتحدة منذ قرارها بالسماح بالتدخل الدولي رقم 1973 في 19 مارس 2011 وأضاف أن: التدخل وصل الى أبعد ما نصت عليه قرارات مجلس الامن، و كانت العملية الخارجية هي من أسقطت نظام القذافي، دون إنكار أن الشعب خاض الثورة ضد الطاغية القذافي.
وعرج متري على الأدوار السياسية التي تمارسها كل من دول الجوار من جهة، وأروبا وأمريكا من جهة أخرى، فالولايات المتحدة الامريكية كانت اخر المتدخلين وأول المنسحبين والسيد باراك اوباما في مقابلة له مع توماس فريدمان العام الماضي ذكر في جملته بما معناه: لعلنا أخطأنا في ليبيا وكان علينا أن نسهم بقدر أكبر في حماية المدنيين، استراتيجية أمريكا في ليبيا هي الانكفاء، فليبيا لا تشكل خطرا مباشرا على الامن الوطني الامريكي ولدى أمريكا لائحة اغتيالات، ولائحة اعتقالات أو فلنقل اختطافات كما جرى لنزيه الرقيعي بطرابلس وأحمد بوختاله ببنغازي، وأمريكا ايضا لا تريد حفتر ولم تعترف به، وبالنسبة لفرنسا قد تلوح سياسيا من حين الى أخر لخطر الجنوب الليبي لكنها لن تتدخل عسكريا، وعموما تظل سياسات الدول الغربية من هيئة الامم المتحدة لها حساباتها، على الرغم انه ورفقة بعثتي بليبيا تواجد تسعة مبعوثين يتجولون ويتباحثون لم أعرف ولا مرة حقيقة ما قاموا ويقومون به ساعتها، كانت بعثتنا تُعلن عن تفاصيل مهمتها بليبيا في مرحلتها الانتقالية وكنت قد قدمت أحد عشر إحاطة امام مجلس الامن جرى نشرها وكنت أقدمها ملخصة امام وسائل الاعلام الليبية، جارات ليبيا تعمل بمبدأ تبادل مصالح مفتوح، فالجزائر مثلا وعت الدرس ولن تكرر خطأها لذلك ستعمل على حماية حدودها من المتطرفين بأقصى ما تملك، تونس اليوم وهي من تعاني عبئا اقتصاديا جراء النزوح الليبي، مُهيئة لأن تلعب دور الوسيط النزيه، وان تدعو لتسوية سياسية في ليبيا، سابقا انحاز راشد الغنوشي لمصراته وكان نداء تونس مع تحالف محمود جبريل .
وفي معرض شرحه للأسباب التي ادت لأيقاف مهمته بليبيا قال: لقد غادرت حين أصبحت مهمتي مستحيلة وفشلت في اقناع النخب السياسية بالتسوية، ومؤخرا طالتنا كبعثة التهديدات بالقتل، كما لخص ماعايشه مع الاطراف الليبية المتصارعة اسلامية وتيار التحالف الوطني وصنفها بفئة تنتقد التدخل الدولي لما لم يفعله حين اكتفى باسقاط القذافي وحزم حقائبه وغادر، والاخرى تعلي من شأن الثورة وتقلل من شأن التدخل الدولي، فئة تريد وفئة تتوجس، و حسب متري – فأنه صرف نصف عمره لاقناع الطرف الاول أن لا تدخل دولي سيأتي لحل المشكل الليبي، وللطرف الاخر بأن لا تتوجسوا لان لا وصاية على ليبيا والتدخل الدولي من جديد مستحيل، ولم ينفِ متري أن هناك مؤثرات خارجية لاعبة فهناك طرف يسنده تحالف مصري اماراتي سعودي وطرف اخر يسندهُ تحالف قطري تركي، ووجه رسالة للمتحاورين مفادها أنهُ مادام الصراع ليبي ليبي فعلى الليبيين أن لا يعولوا على دعم خارجي، وان عليهم أن يُخرجوا الاوهام من عقولهم ، وفي ظنه أن أي اتفاق يحرزهُ الليبيون حتى ولو كان سيئا أفضل مما هم فيه!، طالبا مراجعة مشهد طلب وزير الخارجية المصري سامح شكري من طلب باسم دولته تدخلا بليبيا فلم يجد من خمسة عشر دولة من يوافق على ذلك.
ندوة الشأن الليبي بالجامعة الامريكية ببيروت والتي قاد منصتها د.طارق متري دامت لجلستين صباحية ومسائية، وصاحبها حوار ومناقشة عقب كل ورقة بين الباحثين والحضور، على أنه سيتم اصدار تقرير وفق قاعدة شاتهام هاوس تقدم نقاط رئيسة تستفيد من المعلومات المقدمة من الباحثين دون ذكر أسمائهم.
طارق متري، المولدي الاحمر، كلوديا غازيني
طارق متري، كارمن جحي، حنان صلاح
طارق متري، كلوديا غازيني، فاطمة غندور
طارق متري، المولدي الاحمر، كلوديا غازيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق