ليبيا المستقل: تصاعد الجدل في الاجواء الليبيه، بعد اقالة المؤتمر الوطني لرئيس الحكومة في طرابلس عمر الحاسي، فيرى بعض السايسيون الليبيون أن هذا القرار قد يمهد لتقريب وجهات النظر مع حكومة طبرق وتشكيل حكومة وحدة وطنية، الا أن أطراف أخرى ترى أنها خطوة خطيرة قد تزيد من تعقد المشهد الليبي وقد يترتب عليه تصاعد الخلافات والأزمات.
في البداية، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم قويدر إن اقالة الحاسي كان أمرا متوقعا منذ تكليفه، مضيفا: "إقالة من كان علي الوظيفة الوهميه بدرجة رئيس حكومة لامناص من ان هذا الامر متوقع منذ تكليفه لان تجميع المتناقضات لا يمكن له أن يثمر ويعمر كثيرا والدور القادم هو تفتت تحالف فجر ليبيا من الداخل". في حين، أشاد المبروك الهريش عضو مؤسس في حزب العدالة والبناء –مصراتة، بوطنية الحاسي عندما وافق أن يكون رئيسًا للحكومة في هذه الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد، مضيفًا أن وطنيته تلاشت بعد رفضه لقرار الاقالة، حيث أن الوطنية تحضر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى، حسب قوله.
خطبة وداع
وأكد عاطف الأطرش - كاتب صحفي، أن "استقالة الحاسي بالتزامن مع تصريحات الثني وكأنها خطبة وداع لرئاسة الوزراء؛ يمكن القول بأنها قد تكون خطوة نحو التأسيس حكومة التوافق الوطني، التي ستثمر عن عملية الحوار بين الفرقاء"وأكد أنها مسألة وقت وستتكشف جوانب كثيرة وتظهر نزاعات جديدة حول من يخلف كلا هذين الرئيسين، مضيفًا أنه برغم الشعارات المرفوعه بين كلا الفريقين ما بين محاربة الإرهاب وحماية الثورة، الا أن الصراع الواضح هو الصراع علي السلطة فقط، وسيتم ايجاد مبررات له. من جهة أخرى، أكد خالد الغول المحلل السياسي، أن ﺇﻗﺎﻟﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺤﺎﺳﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺴﻬﺎ، مؤكدًا أن هذا القرار لن يكون له أثر جلي ﺍالآن، يمكن في المستقبل ، حيث ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻗﺪ ﻳﺠﻨﻲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺠﻠﺒﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺧﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ. من جهة أخرى، توقع محمد أنور الكاتب الصحفي- طبرق، أن اقالة المؤتمر الوطنى لرئيس حكومة الانقاذ ستؤدي الى تفكك قوات فجر ليبيا وتراجعها ميدانيًا لتصبح عبارة عن مجموعات منفصلة، ويمكن أن يكون ذلك في صالح " الحكومة المؤقتة " في اعادة السيطرة على العاصمة، حسب كلامه.
غموض
في حين رأى استاذ القانون العام الدكتور صبحي زيد أن الحاسي كما جاء ذهب، لقد جاء في ظروف يكتنفها الغموض، ومن الصعب القول أن الشرعية كانت قوامها وباعثها بقدر ما كان الباعث عليها فرض أمر واقع، ولكن هذا الواقع لم يرق للمجتمع الدولي الذي قررت دوله فرادى وجماعات عدم اﻻعتراف بحكومة الحاسي حتى كسلطة فعلية، ولعل ذلك الذريعة التى يظهرها صقور المؤتمر كسبب ﻹقالته.
وأضاف: "لكن ما جرى في الصخيرات وانعكاساته على ارض الواقع في الغرب الليبي قد يوشئ باسباب أخرى غير تلك التى لم يستطع المؤتمر مسألة الحاسي على اساسها قبل إقالته كما تقضي بذلك الشرعية التى يفتقدها المؤتمر والبرلمان والحاسي والثنى على السواء...وهكذا فإن الغموض هو سيد الموقف في إقبال الحاسي وفي إدباره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق