الحرة: أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الأحد، حملتها لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في 2016، لتكون أول شخصية تعلن ترشحها من الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما. وتعهدت كلينتون في مقطع فيديو نشر على موقعها، بالدفاع عن مصالح الأميركيين، مشيرة إلى أنها ستسعى، لو أصبحت رئيسة للبلاد، إلى تقليل الفوارق الطبقية وتحسين الأوضاع الاقتصادية للطبقة المتوسطة.
وهذا نص الترجمة لما قالته كلينتون في المقطع: "سأخوض انتخابات الرئاسة، لقد كافح الأميركيون كثيرا خلال المصاعب الاقتصادية، ولكن الأوضاع تسير لمصلحة أصحاب الدخل المرتفع، وفي كل يوم يحتاج الأميركيون إلى نصير، وأريد أن أكون هذا النصير. لذلك بإمكانكم أن تفعلوا ما هو أكثر من الكفاح في سبيل العيش، يمكنكم تسلّم مقعد القيادة والبقاء في المقدمة، لأن الأسرة القوية تجعل أميركا قوية، وسأبدأ الرحلة للفوز بأصواتكم، وأتمنى أن تصحبوني فيها".
هيلاري كلينتون تستعد (10:48 بتوقيت غرينتش)
تطل هيلاري كلينتون، 67 عاما، على العالم الأحد من خلال موقع تويتر لإعلان ترشحها لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في حال نالت تسمية الحزب الديموقراطي لها واستطاعت التغلب على مرشح الحزب الجمهوري الذي ينافس بقوة، بحسب آخر استطلاعات الرأي. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن سيدة الولايات المتحدة الأولى سابقا ستتوجه، بعيد الإعلان عن ترشحها، إلى ولايتي أيوا ونيوهامشر، وهما ولايتان مؤثرتان في كل السباقات نحو البيت الأبيض.
دعم قوي
هذه الخطوة المهمة في التاريخ السياسي لكلينتون تأتي وسط تأييد كبير لها من الحزب الديموقراطي، فالرئيس باراك أوباما أشاد بها قبل أيام وقال إنها ستكون رئيسة "ممتازة" للولايات المتحدة. أما زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، فقد أعلن أيضا اعتزامه أن يكون مستشارا من وراء الستار في حملتها. وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن 72 في المئة من المستقلين والديموقراطيين، يؤيدون ترشيحها عن الحزب للوقوف أمام المرشح الجمهوري الذي سيعلن عنه أيضا لاحقا. لكن هؤلاء عبروا عن رغبتهم في أن تواجه كلينتون منافسا قويا خلال الانتخابات التمهيدية. وبحسب أحد مديري حملات جمع التبرعات، فإن كلينتون خلقت وضعا استثنائيا داخل الحزب، فهي لا تزال تحظى بالدعم رغم أنها خسرت من قبل في الانتخابات التمهيدية عام 2008.
تقدير كبير
ولا تواجه كلينتون منافسة قوية من داخل الحزب، فلا توجد أي شخصية ذات وزن كبير مثل نائب الرئيس جو بايدن أو عضو مجلس الشيوخ إليزابيت وارن. وتتمتع كلينتون بخبرة طويلة في الشأن العام فهي زوجة رئيس سابق وعضو في مجلس الشيوخ ووزيرة سابقة للخارجية، لذلك تمتلك خبرة في السلطتين التنفيذية والتشريعية. واجتمعت كلينتون بعشرات الرؤساء ورؤساء الحكومات والملوك وتعاملت مع أزمات من ليبيا إلى روسيا. وليس هناك أي مرشح عاش في البيت الأبيض ثمانية أعوام.
الاقتصاد أولا
يمهد أصدقاء وزيرة الخارجية السابقة الطريق لانتخابها منذ حوالي عامين. وجمعت المنظمة المستقلة "ريدي فور هيلاري" أكثر من 15 مليون دولار لدعم ترشيحها وتحدثت عن أربعة ملايين مؤيد لها. كتبت الصفحة الرسمية للحملة على تويتر أن مؤيدي كلينتون نظموا أكثر من 1300 مؤتمر لدعمها داخل وخارج أميركا: وكتب روبي موك، مدير الحملة في وثيقة داخلية نقلها موقع بوليتيكو "هدفنا هو إعطاء كل عائلة وكل شركة صغيرة وكل أميركي وسيلة الوصول إلى رخاء دائم بانتخاب هيلاري كلينتون لتصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة". وقال "إننا مدفوعون بقيم هيلاري الأصيلة في العمل الجاد والخدمة والنزاهة والإيمان بالحلم الأميركي". وذكرت وكالة اسوشيتد برس نقلا عن مستشارين كبيرين، لم تسمهما، أن كلينتون ستركز في حملتها على تحسين الأوضاع الاقتصادية للطبقة المتوسطة. وأشارا إلى أنها ستتبع استراتيجية مشابهة لحملة أوباما في 2012 بالتركيز في الخطاب الانتخابي على أن التصويت للحزب الديموقراطي هو لصالح الطبقات المتوسطة، وأن عدم ترشيح الجمهوريين هو لحماية هذه الطبقات من الحزب الذي يميل إلى حماية مصالح الأثرياء فقط، بحسب خطاب متصور للحملة. وستقدم كلينتون نفسها على أنها شخصية ذات خبرة كبيرة في التواصل مع أعضاء الكونغرس ورجال الأعمال وقادة العالم.
استمالة الناخبين
وعلقت جنيفر لوليس من معهد النساء في السياسة عن التوجه الجديد لكلينتون من خلال إشارتها إلى نفسها باعتبارها جدة "إن الناس يعترفون بمزاياها القيادية، كشخص قوي، لكنهم أقل ميلا إلى اعتبارها عاطفية أو ودودة" و"الجدة هو خير مثال للطريقة التي تنوي التعويض بها عن ذلك". ويرى حاكم ولاية فرجينيا الديموقراطي تيري ماكاليف أن كلينتون ترغب في أن تظهر الجانب الآخر من شخصيتها عندما تجتمع بالعائلات والأفراد في جولاتها المقبلة. رغم التأييد القوي لكلينتون داخل الحزب وبين المستقلين، أظهرت استطلاعات الرأي أيضا أن كلينتون تلقى منافسة قوية من الجمهوريين خاصة راند بول. وفي خضم السباق في مراحله الأولية نحو البيت الأبيض، ينظر الحزب الجمهوري إلى ترشيح كلينتون كإعادة لنموذج أوباما في توسيع حجم الحكومة، مثلما يرى الجمهوري البارز مايكل شورت الذي قال في بيان إن البلاد تحتاج إلى "إدارة جديدة واتجاه جديد وإلى دعم الطبقة المتوسطة بدلا من توسيع حجم الحكومة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق