وقد شيع جثمان الفقيدة إلى مثواها الاخير بأحد المقابر بمدينة طرابلس .
والفقيدة من مواليد مدينة طرابلس درست في مدارسها وتخرجت من الجامعة
الليبية ببنغازي بكلية الحقوق ، وهي أول فتاة ليبية تنال بإمتياز إجازة
الحقوق ، ومن اللائى كان لهن إسهاما كبيراً في إنبلاج فجر التحرر ببلادها
منذ أن بات للمرأة الليبية معركتها من أجل ذاتها وخير المجتمع ، وممن
كرسن حياتهن لخدمة بلادها قبل وبعد إعلان الاستقلال ، وكان لها دور بارز
في نهضة بلادها العلمية والاجتماعية وهي الفترة التي كسرت فيها المرأة
الليبية أغلال تخلفها ، ووضعت أقداماً راسخة على أرض التحرر، وأقبلت تنهل
من معين العلم ما أوصلها إلى ما هي عليه الآن . والفقيدة " كريمة الهادي التركي " ظلت على هذا المنوال ووضعت حب
بلادها وتقدمها فوق كل أعتبار وهي من اللائى مثلن ليبيا في العديد من
المحافل الدولية والإقليمية بحضورها للمؤتمرات والملتقيات والندوات تدافع
وتنوه بريادة المرأة الليبية للعديد من المجالات بعدما كسرت نساء رائدات
من بنات جيلها وممن جئنا بعدهن الكثير من القيود وتحدين العقبات والموانع
والمحظورات الاجتماعية التقليدية واقتحمن المناصب والمراكز ومواقع
القيادة بالعلم والجرأة والإرادة والمثابرة ، وأوجدنا وعيا مجتمعياً
متزايدا لمسيرة تطور واقع المرأة في الرؤية إلى حريتها ودورها وسبل
تعبيرها عن نفسها وطاقاتها ووجودها ، بعد تراكم عقيم وإرث من الجهل
والتخلف ظل قائماً لعقود ، وهي ذاتها التي حققت نجاحاً باهراً في مجال
عملها بميدان " المحاماة " وانتصرت للحق ولكل القضايا التي تولتها إلى أن
وافتها المنية .
( وال )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق