زيارات ودعوات بين النهضة وبلحاج:
تتناول وثيقة مؤرخة في 10/02/2014 عمليات التنسيق المسبق لزيارة يؤديها بلحاج إلى تونس. ويبدو من خلال الوثيقة أن الدعوة صادرة عن حركة النهضة. وتفيد المعطيات المذكورة أن كلا من مصباح البشيري (قيادي بحركة النهضة بولاية مدنين) وليبي يدعى جمال (يبدو أن المقصود جمال السعداوي رجل الأعمال المقرب من بلحاج) هما من تولى السهر على ترتيبات الزيارة بما في ذلك حجز الإقامة في أحد الفنادق.
الجراية عراب العلاقة بين بلحاج والجزائريين:
تشير وثيقة صادرة بتاريخ 05/04/2014 إلى ترتيبات يجريها رجل الأعمال شفيق الجراية بجبريل شعيب الزوي (وصف بأنه عضو بحزب الوطن الليبي) لعقد لقاء بين بلحاج ومسؤول عسكري جزائري كبير يدعى الجنرال بوعلام (وصف بالمسؤول عن أفريقيا وعن الاستخبارات العسكرية الجزائرية في الخارج والجنرال الثاني في المؤسسة العسكرية الجزائرية). ومن المواضيع المبرمجة في لقاء الرجلين المصالحة الوطنية الليبية وترتيب زيارة لبلحاج إلى الجزائر. ومن اللافت للنظر ذكر أن نبيل القروي، صاحب قناة نسمة وأحد أطراف الصراع الحالي في حزب نداء تونس، يمكن أن يرافق الجنرال بوعلام في لقاء بلحاج. وتشير وثيقة أخرى صادرة بتاريخ 26/05/2014 إلى أن الزيارة قد برمجت لتكون بين يومي 01 و03/06/2014.
المختطفون التونسيون في ليبيا وصراع النفوذ:
تعد الوثيقة في 12/05/2014 من الوثائق النادرة التي كشفت، حتى الآن، ما جرى خلال اختطاف الدبلوماسيين التونسيين في طرابلس محمد بالشيخ والعروسي القنطاسي. وتظهر الوثيقة أن مسألة الإفراج عن الرهينتين تحولت إلى صراع نفوذ بين مختلف الأطراف السياسية في تونس وليبيا. وتظهر الوثيقة الدور الذي حظي به بلحاج لدى الأطراف التونسية الراغبة في تسجيل حضورها في هذا الموضوع. فقد طلب الباجي قائد السبسي (الرئيس الحالي ورئيس حزب نداء تونس وقتها) مقابلة بلحاج، وهي الرغبة التي عبرت عنها أحزاب أخرى. ويبدو، من خلال مساعي شفيق الجراية، أن أطرافا عديدة سعت لقطع الطريق على المساعي التي يقوم بها الرئيس المرزوقي للإفراج عن الرهينتين حتى لا يسجل ذلك لصالحه.
زيدان، بلحاج، الجراية، مجيّد.. ولعبة الإعلام:
تشير وثيقة صادرة في 10/05/2014 إلى الدور الذي لعبه الإعلام في المعارك السياسية في كل من تونس وليبيا. فقد أبلغ شفيق الجراية المهدي جواز (وصف بأنه مقرب من بلحاج) أنه سيسخر صحيفته "الجرأة" للهجوم على الصحفي التونسي بقناة فرنسا 24 توفيق مجيّد (المقرب من نداء تونس) عقابا له على ما ينشره ضد بلحاج، وهو الأمر الذي دفع مجيد للاتصال بالسياسي اليساري التونسي حمه الهمامي طلبا للتدخل لدى الجراية لوقف الهجوم عليه متعهدا بعدم التعرض لبلحاج مستقبلا. كما تتطرق الوثيقة المذكورة إلى محاولات الجراية جسر هوة الخلاف بين رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان وزعيم حزب الوطن عبد الحكيم بلحاج وطلب زيدان لقاء بلحاج في تونس ورد بلحاج برغبته في اتصال زيدان به مباشرة.
ظهور حفتر وبداية الصراع الحالي:
تشير وثيقة بتاريخ 19/05/2014 إلى اتصال جرى بين شفيق الجراية والقيادي بحزب الوطن جبريل الزوي، وتم التركيز خلال على مستجدات المشهد الأمني والسياسي في ليبيا ومن بينها انطلاق العملية التي قادها اللواء خليفة حفتر في بنغازي والهجوم الذي تعرض له مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس من ميليشيات محسوبة على الزنتان. ويفيد شخص يدعى "سالم" أن بلحاج، خلال تلك الأحداث، يفضل "البروز على الساحة السياسية لا غير"، مؤكدا أن "جماعته يتواجدون على الساحة ضد الزنتان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق