ليبيا المستقبل - وكالات: تتزايد المخاوف بين علماء الآثار
من أن خمسة مواقع أثرية في ليبيا تواجه خطر التدمير على يد مسلحين إسلاميين
بعد اعتداءات تنظيم داعش على مدينتي نمرود والحضر الأثريتين العراقيتين. وليبيا،
البلد المترامي الأطراف، هي مثل العراق، بها مجموعة نفيسة من المعابد
والمقابر والمساجد والكنائس، ومن بينها خمسة مواقع على قائمة التراث
العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو". وتعيش ليبيا تحت وطأة حرب أهلية معقدة يلعب تنظيم داعش دورا بارزا فيها، وسط غياب حكومة مركزية قادرة على ضبط الأوضاع الأمنية. ويرى
داعش أن الآثار القديمة عبارة عن "أصنام" ينبغي ازالتها، وهو ما يفاقم
مخاوف المنظمات والهيئات الثقافية، فالتنظيم الذي دمر مدينتي نمرود والحضر
في العراق وحطم تماثيل متحف نينوى، وأزال الكثير من المواقع الاثرية
النفيسة في سوريا والعراق، لن يتواني عن الاقدام على أفعال مماثلة في
ليبيا. ويرى مثقفون ليبيون أن تراث بلادهم في خطر ومن
الصعب جدا حمايته، نظرا إلى تعقيدات المشهد الأمني والسياسي في بلد تمزقه
الصراعات السياسية ذات الطابع القبلي والجهوي. ويناشد
المثقفون أطراف الصراع، وكذلك الهيئات المعنية بالتراث الحضاري في العالم،
لحماية كنوز ليبيا الأثرية التي تعد إرثا إنسانيا خالدا لا ينبغي توظيفه
ضمن صراعات سياسية عابرة. ولم تستهدف المجموعات المسلحة
الموالية لتنظيم داعش، حتى الآن، المواقع الأثرية في ليبيا، لكن خبراء
يرجحون أن التنظيم المتشدد، الذي راح يتمدد في ليبيا، سيعمد إلى هذه الخطوة
عندما تسنح له الفرصة. ومن أبرز المواقع الأثرية الليبية
مدينة لبدة الكبرى، والتي أدرجتها اليونسكو عام 1982 على لائحة مواقع
التراث العالمي، وهي من أبرز المدن التي تعود لعصر الإمبراطورية الرومانية،
ومدينة صبراته ومدينة شحات، وهي من أقدم مستعمرات الإمبراطورية اليونانية
القديمة. كما يوجد جنوبي ليبيا مدينة غدامس، وهي من أقدم المستعمرات القديمة في شمال أفريقيا، وتصفها اليونيسكو بـ"لؤلؤة الصحراء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق