ليبيا المستقبل - وكالات: يخيم شبح الحرب الأهلية على
المحادثات الجارية في اليمن، بعد أن راوحت المحادثات مكانها في ظل
الانسحابات المتكررة من قبل أطراف فاعلين في هذه المحادثات، التي تمثّل
اختبارا صعبا للمبعوث الأممي جمال بنعمر. ويرى خبراء أن
حركة الحوثيين الشيعية القوية، ستحاول هذا الأسبوع اجتذاب منافسيها إلى
مجلس رئاسي جديد لإدارة شؤون البلاد خلال محادثات قد تنتشل اليمن من حافة
الهاوية أو تدفعه للسقوط في آتون الحرب الأهلية. وبالنسبة
لكل الأطراف فإن الأيام المقبلة قد تكون حاسمة. ورغم سيطرتهم على صنعاء
فإن الحوثيين لايزالون حتى الآن مترددين في تولي زمام السلطة بشكل رسمي
بينما سيتعين على منافسيهم الاختيار بين التعاون معهم أو مواجهتهم. وقد
يؤدي الفشل في المفاوضات إلى ارتفاع وتيرة العنف وإلى كارثة إنسانية وتحول
اليمن إلى دولة فاشلة يمكن أن تخطط منها جماعات متشددة -مثل تنظيم القاعدة
في جزيرة العرب الذي حاول تنفيذ هجمات على طائرات متجهة للولايات المتحدة –
لتنفيذ عمليات. ونسب إلى مبعوث بريطانيا الخاص إلى
البلاد ألان دنكان تحذيره الأسبوع الماضي من "حدوث خلل نتيجة عدم وجود
حكومة وصراع بالوكالة بين المصالح الإيرانية والسعودية وزيادة هجمات تنظيم
القاعدة ... والصراع القبلي الذي قد يتحول على نطاق أوسع إلى حرب أهلية." وقالت
أبريل لونجلي ألي وهي خبيرة في شؤون شبه الجزيرة العربية بمجموعة إدارة
الأزمات الدولية إن الحوثيين بالغوا في إعلانهم الدستوري ويواجهون صدا من
الأحزاب السياسية وجماعات أخرى ولاسيما في مناطق الجنوب والوسط من
البلاد." والإعلان عن مجلس رئاسي جديد تم رفضه من محافظي المناطق الجنوبية والشرقية. وتتمتع
الجماعات الانفصالية بقوة في المناطق الجنوبية حيث سئم الناس من الاقتتال
القبلي في الشمال ومما يرون أنه تدفق مستمر للموارد على صنعاء. ويقول محللون إن أي استيلاء من الحوثيين على السلطة قد يحرك هذه الجماعات. ولايبدو أنه سيكون للرئيس المستقيل هادي الذي وضعه الحوثيون قيد الاعتقال المنزلي دور في المفاوضات المقبلة. لكن سلفه علي عبد الله صالح المتهم بالتعاون مع الحوثيين لإسقاط هادي، سيتعين عليه الآن أن يقرر إن كان سينتفع من الارتباط بالجماعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق