ليبيا الخطوة الأكثر نجاحا ' لداعش' خارج معقله في الشرق الأوسط
مراكز تدريب
في ديسمبر قال الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا إن بضع مئات من المتشددين يوجدون في مراكز تدريب في شرق ليبيا ترسل على الأرجح مقاتلين إلى سوريا. الآن يقتل الأجانب وهم يقاتلون في صفوف جماعات إسلامية في ليبيا. وحملت صحف تونسية إشارات عن مقتل جهاديين لقوا حتفهم ليس فقط في سوريا والعراق لكن أيضا في مدن ليبية مثل بنغازي. وبالنسبة لمصر فإن صعود الدولة الاسلامية وتمددها على حدودها الغربية أمر مزعج. ويرى مسؤولون مصريون أن هناك علاقات بين الاسلاميين في ليبيا والمتشددين في سيناء. وقال مصدر أمني مصري رفيع "لديك دولة تسودها الفوضى ينشط فيها على حدودك (تنظيم) الدولة الاسلامية وجماعات متشددة أخرى.. هدفنا ليس احتواء الارهابيين بالغارات الجوية.. هدفنا هو القضاء على الارهاب في ليبيا." وتوجد في ليبيا أيضا جماعة أنصار الشريعة -التي تحملها واشنطن مسؤولية الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي ما أدى إلى مقتل السفير الأمريكي- فضلا عن جماعات متصلة بتنظيم القاعدة وفصائل إسلامية أصغر حجما تعمل بدوافع محلية أكثر من كونها عالمية. هذا الوضع سيحد من قدرة تنظيم "داعش" على التماسك في ليبيا. وقال جيف بورتر المتخصص في شؤون شمال افريقيا والأستاذ المساعد بمركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت "سينتهي به المطاف إلى ضربات متفرقة مثل الهجوم على (فندق) كورنثيا... هذا الأمر مختلف عن السيطرة على أراض وجمع ضرائب وتوفير خدمات الدولة."
قاعدة جديدة
لكن في درنة وهي مدينة محافظة كانت يوما مسرحا لمقاومة الاسلاميين المتشددين للقذافي يقول سكان إن أنصار تنظيم "داعش" يمارسون نفوذا أكبر ويشنون حملة على التدخين في الأماكن العامة والمقاهي التي تقدم النرجيلة لروادها. ويظهر تنظيم الدولة الاسلامية مهارة في الدعاية التي غالبا ما تبالغ في الانتصارات ومن الصعب التحقق مما ينشر على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي. لكن في واحدة من هذه الصور استعرض متشددو الدولة الاسلامية قوتهم في طابور طويل من عربات الجيب ماركة تويوتا قرب سرت. وتظهر صورة أخرى في درنة أنصار الدولة الاسلامية وهم يقودون عربات دفع رباعي بيضاء وقد كتب عليها عبارة "الشرطة الاسلامية" باللون الأسود. ويخشى السكان والنشطاء في درنة من الحديث عن المتشددين الذين نفذوا عمليات اغتيال هناك. ويقولون إن يمنيا يعتقد أن اسمه أبو البراء الأزدي وصل إلى درنة أواخر العام الماضي ممثلا للدولة الاسلامية. ويحشد تنظيم الدولة الإسلامية الدعم المحلي في درنة من خلال جماعة ليبية تسمى مجلس شورى الشباب المسلم. وحتى هناك في قاعدته الرئيسية في ليبيا يقول محللون وسكان إنه لا يسيطر تماما على الوضع ويواجه مقاومة من جماعات إسلامية منافسة. ويقول توماس جوسيلين الذي يتابع أخبار الحركات الجهادي إن التنظيم- مع ذلك- قد ينتزع مؤيدين من حركات أخرى وخاصة بين المقاتلين الشبان الذين تجذبهم رسالته القوية وشهرته العالمية. وقال سكان عديدون إن تنظيم الدولة الإسلامية احتجز الرهائن الأقباط المصريين في درنة لكنهم شاهدوهم وهم ينقلون إلى خارج المدينة قبل اسبوعين. وكان معهم طاقم مصورين. وقال سكان بعد نشر الفيديو إن أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية شددوا إجراءات الأمن واختبأ بعض قادته. وقالت هارلين جامبير من معهد دراسات الحرب "هناك جماعة ناشئة من المقاتلين المتمرسين الذين قاتلوا مع الدولة الاسلامية في العراق والشام... "داعش" تفرض سيطرتها على درنة. ولديها الآن مجال عمليات للتخطيط لشن هجمات أكبر.".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق