إرم: يبدو أن تحالف الجماعات الجهادية أخذ يتفكك، بعد
تنامي نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وتوسع رقعته في عموم المدن
الليبية، ما ينذر باندلاع حرب داخل مدينة درنة، والتي قد تحدث تغيراً في
خارطة تحالف الجماعات المتطرفة. ويرى محمد الخوجة، الباحث الليبي في شؤون
الجماعات الإسلامية، أن الجماعات الجهادية لا يمكن لها أن تتفق، كون المشهد
الليبي متداخل اجتماعياً كما هو سياسياً. ويوضح الخوجة
في حديثه مع شبكة إرم الإخبارية ملامح هذا التفكك، قائلاً إن "الجماعات
المتطرفة في درنة حيث يتمركز كبار قادتها فيها، لا يمكن لها أن تتفق على
الإطلاق، لأن الجهادين فيها ينقسموا إلى قسمين؛ الأول عناصر هدفها إسقاط
اللواء حفتر وقادة الجيش، حيث يعتبرونهم امتداداً للقذافي وأنهم أعداء
للإسلام والشريعة، بينما القسم الثاني يتعلق بعناصر أعلنت ولاءها لتنظيم
الدولة الإسلامية، وهي لا تميز أحدا في حربها، فمنهجها تكفير الجميع بمن
فيهم عامة الناس من المدنيين". وأشار الباحث الليبي إلى
أن مجلس شورى مجاهدي درنة، أعلن صراحة رفضه لجيش ليبيا الإسلامي الذي بايع
تنظيم داعش، كما رفض عملية التنظيم في القبة، واعتبر أن استباحة "دماء
المسلمين شأنها عظيم عند الله". وحذر مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها في بيان رسمي، تنظيم الدولة الإسلامية من الخلط بين دماء المسلمين وبين أتباع حفتر.
كما أوضح المجلس، بأنه "بريء من الذين لا يميزون بين المسلمين وبين
المجرمين والطواغيت"، واعتبر "الجهاد لدفع بأس الكافرين عن المسلمين،
ومنعجز عن التمييز فيما بينهم، فقد ارتكب مهلكة عظيمة".
كما توعد مجلس شورى مجاهدي درنة الذي شكل من ائتلاف كتائب إسلامية في
ديسمبر 2014، بمن يتعرض "لدماء المسلمين بالوعيد الشديد والحرب".
ولفت الخوجة إلى أن الحرب ستندلع بين هذه الجماعات المتطرفة على اختلاف
توجهاتها وولائها، وفي الوقت القريب ستشهد معارك ضارية، على السيادة
والعقيدة التي يتبنها كل جماعة. وينشط تنظيم الدولة
الإسلامية "داعش" في ليبيا، بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع القليلة. وبحسب
محللين فإن التنظيم يحاول إقامة إمارة له وسط ليبيا، وتحديدا بالقرب من
مواقع الحقول النفطية الغنية، وسيطر قبل أسبوعين على مدينة سرت
الاستراتيجية (450) شرق العاصمة طرابلس. وكان تنظيم
الدولة الإسلامية في درنة شرق ليبيا، قد بايع أبو نبيل الأنباري والياً
للتنظيم في ليبيا في نوفمبر 2014، ويعد الأنباري أحد أهم القيادات المقربة
من أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق