ليبيا المستقبل - وكالات: قالت صحيفة "تايم" الأمريكية إن أعمال القتل الجماعي التي ارتكبت ضد 21 من المصريين الأقباط، يعبر بوضوح عن تواجد داعش في ليبيا، التي أنهكتها الاضطرابات في ظل وجود حكومتين متنافستين ومجموعة متنوعة من المليشيات في معركة متعددة الأقطاب من أجل السيطرة على البلاد. ويقول المحلل بمؤسسة "راند" للأبحاث والدراسات لكاليفورنيا، كريستوفر شيفيز، إنه يعتقد الآن أن ليبيا تضم أتباعا لـ"داعش" أكثر من أي دولة أخرى، باستثناء العراق وسوريا، وأنها أصبحت تمثل الجبهة الثانية للتنظيم، الذي يسعى للتوسع من كونه تنظيما إقليميا إلى تنظيم دولي.
وأشار شيفيز إلى أنه لا يعتقد أن تنظيم "داعش" الأساسي يمكنه تولي دور القيادة المسيطرة التي تمتلك قدرا كافيا من الثقة لإعطاء أوامر بتنفيذ عمليات محددة في ليبيا، إنما يقوم فقد بدور معنوي وربما يقدم الدعم المالي أو غيره من أشكال الدعم الأخرى. وقال الباحث في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي، فريدريك ويري، إن عمليات داعش تمثل تهديدا على الدولة التي تعاني انقسامات عميقة بقيام حرب أهلية، مشيرا إلى أن داعش يستغل هذه الانقسامات في تلك الحرب الأهلية. وأوضح أن داعش مستفيد من تراجع الجماعات الجهادية في الشرق مثل أنصار الشريعة، وأن التنظيم يتعاون مع أو يخدع العديد من أفراد الحركات الجهادية من أجل ضمهم إلى صفوفه، في محاولة لإقامة ساحة جديدة له.
وحسبما نقلت المجلة، يقول محللون إن داعش يسعى الآن للحصول على دعم المليشيات في ليبيا، أملا في في أن تكون له اليد العليا على المنظمات المتنافسة مثل القاعدة والجماعات المحلية المسلحة، خصوصا بعد تراجع مؤسسات الدولة الليبية وفرض الجماعات المسلحة الانفصالية سيطرتها على بعض المدن. وأعلنت مليشيات شرق ليبيا انتماءها لتنظيم داعش في العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت أعلن المقاتلون المنتمون لها مسؤوليتهم عن جميع الهجمات التي وقعت في جميع أنحاء البلاد، بما فيها الهجوم على فندق كورنثيا الفخم بطرابلس، الذي وقع في شهر يناير، والحادث الأخير الذي قتل فيه 21 من المصريين الأقباط.
وبعد أن تضاربت الأنباء حول مصير 21 مسيحيا مصريا اختطفهم عناصر تنظيم "داعش" في ليبيا ديسمبر الماضي، نشر التنظيم مساء الأحد شريط فيديو يظهر إعدامهم ذبحا في مدينة سرت، وحمل التسجيل المصور، الذي بثته مواقع إلكترونية مؤيدة لتنظيم داعش، عنوان "رسالة موقعة بالدماء لأمة الصليب". كان تنظيم يطلق على نفسه، جند الخلافة -ولاية طرابلس، قد بث الخميس الماضي صورا للمختطفين بملابس برتقالية على مقربة من شاطئ البحر، ويُرَجح أن الرهائن تعرضوا للخطف والاحتجاز في محيط مدينة سرت شرق طرابلس.
وقال التنظيم حينها إن الهدف من عملية احتجاز هؤلاء المصريين الأقباط هو "الثأر" مما سماه "اضطهاد" الأقباط في مصر للمسلمات، في إشارة إلى بعض نساء قبطيات تردد قبل سنوات أنه تم احتجازهن في أديرة بعدما أعلنّ إسلامهن. كما نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، المصريين الواحد والعشرين، معلنا الحداد 7 أيام في البلاد. وقال في كلمة وجهها للمصريين أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت المناسب للقصاص لقتلاها، مؤكدا أن هذه الأعمال "لن تنال من عزيمة المصريين، خصوصا أن مصر هزمت الإرهاب من قبل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق