الشرق الأوسط: أكدت مصادر مطلعة في تونس
أن محادثات وصفت بـ«الحاسمة» تجري حاليا في الضاحية الشمالية للعاصمة
التونسية بين ممثلين عن قبائل الطوارق وقبائل التبو في ليبيا برعاية نشطاء
بمؤسسات المجتمع المدني وبعض المسؤولين الحكوميين، وضمن مساع لوقف القتال
في مدينة أوباري (جنوب غربي ليبيا). وقال الأزهر بالي،
رئيس حزب الأمان التونسي لـ«الشرق الأوسط» إن «كل الأطراف السياسية سواء في
تونس أو الجزائر ومن خلال المحادثات التي أجراها الرئيس الباجي قائد
السبسي خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، أشارت إلى ضرورة حل الملف الليبي
في نطاق إقليمي». وأكد أن مشكلة قبائل الطوارق والتبو تمتد إلى خارج ليبيا
وتصل إلى تشاد والنيجر والجزائر المجاورة. ورغم أن
الاجتماعات وصفت بكونها «مثمرة»، فإن عدة أطراف سياسية تونسية أشارت إلى
إمكانية انغماس الطرف التونسي في النزاعات الداخلية الليبية، وهو ما قد
ينعكس على أمن تونس خاصة في ظل النزاع المتواصل في ليبيا بالقرب من الحدود
التونسية. وكانت الحكومة التونسية التي ترأسها مهدي جمعة قد حظرت الأنشطة
السياسية لكل الأطراف الليبية في تونس في محاولة لقطع الطريق أمام تصفية
الأفرقاء الليبيين لخلافاتهم على الأراضي التونسية. ووفق
مصادر إعلامية ليبية، عقدت قبائل الطوارق والتبو اتفاق تهدئة لوقف القتال
في نهاية سبتمبر (أيلول) 2014 تحت رعاية أعيان المنطقة الجنوبية وأعيان
الزنتان، لكن الاتفاق لم يستمر سوى أيام معدودة لتعود لغة المواجهات. كما
توصل الطرفان إلى آلية اتفاق أخرى نهاية السنة الماضية بمنطقة وادي عتبة،
لكنه لم ير النور بعد. ودخلت الاشتباكات بين الطوارق
والتبو شهرها الرابع على التوالي مما أدى إلى توجيه عدة قوافل إغاثة من
الهلال الأحمر الليبي ومؤسسات المجتمع المدني من مختلف مدن ليبيا وتوزيعها
على الأسر النازحة في مناطق الجنوب. وكان عقيلة صالح رئيس
مجلس النواب الليبي رفقة عدد من أعضاء مجلس النواب وأعيان ليبيا قد حاول
في مناسبتين وقف القتال بين القبيلتين وذلك في زيارتين منفصلتين، والتقى
وفق مصادر ليبية عددا من أعيان الطوارق وأعيان قبيلة التبو، إلا أن عملية
المصالحة باءت بالفشل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق