طرابلس (رويترز) - قالت الأمم المتحدة إنها ستبدأ يوم الأربعاء محادثات بين الفصائل الليبية المتنافسة برغم أن أحد الوفود قال إنه سيؤجل اتخاذ قرار بشأن المشاركة في العملية التي تهدف لتفادي نشوب صراع أوسع في البلد المصدر للنفط. وتأمل الحكومات الغربية أن تؤدي المحادثات المقررة في جنيف خلال أيام إلى تخفيف حدة الأزمة في ليبيا حيث تتنافس حكومتان وقواتهما على السيطرة على الدولة المنتجة للنفط بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي. وقال بيان للأمم المتحدة "أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن اجتماع الأطراف الليبية سيبدأ غدا الأربعاء الموافق 14 من يناير كانون الثاني 2015 بعد الظهر في مقر الأمم المتحدة في جنيف." وأضاف أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا ورئيس البعثة برناردينو ليون سيعقد مؤتمرا صحفيا قبل بدء المحادثات. وقال إن قائمة المشاركين ستعلن لاحقا. ونقلت حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المعترف بها دوليا مقرها إلى شرق ليبيا منذ الصيف بعدما سيطر فصيل يدعى فجر ليبيا على طرابلس وشكل حكومته التي أعلنها من جانب واحد ودعا المؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته إلى معاودة الانعقاد بدلا من مجلس النواب المنتخب. وقالت القوات التي تتخذ من طرابلس مقرا إن مجلسهم التشريعي أجل قرارا بشأن الانضمام إلى محادثات جنيف حتى يوم الأحد بسبب بواعث قلق بشأن كيفية تنظيم المفاوضات. وقال عمر الحميدان المتحدث باسم برلمان طرابلس يوم الاثنين إن فصيله لا يرفض الحوار لكن يعتقد أن الأمم المتحدة تسرعت في تحديد موعد الحوار وآلياته. وأضاف أنه تقرر تأجيل التصويت على المشاركة من عدمها إلى الأحد القادم. ويبدو أن قرار طرابلس يؤخر فرصة أي محادثات ذات مغزى بين الجانبين. وأفاد نائب في مجلس النواب المنتخب أن وفدا من المجلس يمثل حكومة الثني وصل الى تونس بالفعل في طريقه إلى جنيف جوا.
فرصة أخيرة
فرصة أخيرة
ووصف الاتحاد الأوروبي محادثات جنيف بأنها الفرصة الأخيرة لليبيا مع تزايد قلق الحكومات الغربية من تفاقم عدم الاستقرار إلى حرب أهلية أوسع على الجانب الآخر مباشرة من البحر المتوسط في مواجهة أوروبا. وتوقع دبلوماسيون أن تكون محادثات جنيف مفاوضات تمهيدية غير مباشرة بشأن أهداف الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وانهاء العمليات العسكرية بدلا من السعي لأي حل سريع. ويضم الصراع تحالفين موسعين من المتنافسين السياسيين والكتائب المتحالفة معهم من الثوار السابقين الذين قاتلوا في وقت ما جنبا إلى جنب ضد القذافي لكن انقلبوا الآن ضد بعضهم البعض. وتعتبر حكومة الثني وقواتها بصورة عامة مناهضة للاسلاميين ومتحالفة مع ميليشيات سابقة للثوار من مدينة الزنتان الغربية ومع خليفة حفتر اللواء السابق في جيش القذافي الذي ضمه الثني الى القوات المسلحة لحكومته. وقوات فجر ليبيا متحالفة في الأغلب مع مدينة مصراتة المنافسة لكنها تضم أيضا بعض الثوار السابقين والسياسيين ذوي الميول الاسلامية. وهم ينفون الاتهامات بأنهم مرتبطون بجماعات اسلامية متطرفة. ولا تعترف الأمم المتحدة ولا القوى الكبرى بالحكام الجدد في العاصمة لكنهم سيطروا على الوزارات ومنشآت النفط والمطارات وكثيرا من مناطق غرب ليبيا ووسطها. وتراجع انتاج ليبيا النفطي الى حوالي 300 ألف برميل يوميا بعدما أصبحت ايرادات النفط بصورة متزايدة محور القتال. وما يزال ميناءان كبيران للنفط في شرق البلاد مغلقين وكذلك الحقول المرتبطة بهما بعد اشتباكات للسيطرة على المرفأين. وكان الانتاج النفطي للبلاد 1.6 مليون برميل يوميا قبل انتفاضة 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق