وكالات: احتل النفط قلب الصراع في ليبيا وسط محاولات للسيطرة على موانئ ومراكز النفط، مما يهدد بحرب أهلية شاملة في البلاد. فالفوضى التي تضرب ليبيا لا تؤثر في إنتاج النفط الليبي فقط، الذي انخفض إنتاجه إلى 350 ألف برميل يوميًا حاليًا، مقارنة بـ 800 ألف برميل في أكتوبر الماضي، بل يصل تأثيرها إلى دول الجوار مثل النيجر وتونس أو الجزائر ومالي، حيث نفذ تنظيم القاعدة عددًا من الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة ليبية، وفق ما ذكره مقال نُشر، الأربعاء بموقع مجلة فوربس الأميركية. ووصف كاتبا المقال إيثان كورين ومنعم الياسر، ليبيا بأنها أرض مفتوحة أمام الجميع لمن يريد الدخول، مؤكدين أن تلك الحالة سمحت لتنظيمات مثل «داعش» و«القاعدة» بالتوغل في ليبيا وبناء معسكرات للتدريب ونقل أسلحتهم وأفكارهم إلى إقليم الساحل الأفريقي. ويطرح المقال عدة وسائل قد تساعد في وضع حد للصراع في ليبيا، أولها، غلق مصادر التمويل التي تغذي القتال وتصل إلى أطراف الصراع، مشيرًا إلى أن الهبوط الحاد في أسعار النفط قد يساعد في ذلك، إذ إن الاضطرابات التي شهدتها موانئ النفط أدت إلى هبوط الإنتاج مما يؤثر على الحالة الاقتصادية للدولة ويضعها في ضائقة مالية. ثانيًا، السيطرة على احتياطي العملات الأجنبية والثروة السيادية للبلاد، يقول المقال إنه على الدول الغربية والأمم المتحدة استغلال الأوضاع المالية المتأزمة في ليبيا والسيطرة على احتياطي العملات الأجنبية، الذي يبلغ 113 مليار دولار والثروات السيادية للدولة والتي تزيد على 60 مليار دولار ووضعها تحت لجنة مراقبة تابعة للأمم المتحدة لمنع استخدامها من قبل أي طرف من أطراف القتال. ثالثًا، التلويح بتقديم مرتكبي الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية في حال فشل الوصول إلى مصالحة وطنية في غضون أسابيع قليلة. رابعًا، إلزام الجماعات المسلحة بحل نفسها أو مواجهة عقوبات دولية أو تدخل عسكري، على أن يكون ذلك تحت غطاء الأمم المتحدة، فضلاً عن حماية القوات الموجودة حول المدن الرئيسة وتدريبهم، وفقًا للمقال. خامسًا، استخدام ثروات ليبيا السيادية في إنشاء مشاريع صناعية مشتركة على نطاق أوسع، وزيادة المنح الدراسية سواء داخل ليبيا او خارجها والاستفادة من تلك المنح في إعادة بناء الدولة وإدارتها. وأخيرًا، الإسراع في إقامة استفتاء وطني والانتهاء من كتابة الدستور حتى يتسنى تحقيق مصالحة وطنية. وشدد المقال على أن تلك الحلول لا يمكن أن تنجح دون زيادة الضغوط على الأطراف المختلفة لتسليم السلاح، وضرب أي مستودعات للأسلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق