ألقت دراسة جديدة لمعهد «الدراسات الدفاعية والتحليلات» في الهند الضوء على استمرار تنظيم «داعش» في توسيع عملياته خارج سورية والعراق وزيادة انتشاره في دول شمال أفريقيا.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت الأربعاء، أنَّ الأسباب الحقيقية وراء ظهور «داعش» في شمال أفريقيا خاصة ليبيا وتونس ومصر هي ضعف الحكومات الموجودة والانتشار الواسع للجماعات المتشددة، فضلاً عن الإصلاحات السياسية التي لم يتم تنفيذها وارتفاع نسب البطالة وفشل الحكومات في التعامل مع المشاكل الموجودة، ولهذا ترى الدراسة أنَّ خطر تنظيم «داعش» ليس محتملاً بل موجودٌ بالفعل.
واهتمت الدراسة بشكل خاص بالأوضاع في ليبيا وظهور «داعش» بها، فالأوضاع في ليبيا المتوترة، سمحت للمتطرفين بالعودة مرة أخرى بعد رحيلهم إلى سورية للمشاركة في «الجهاد» ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وتأمين معاقل لهم في مدينة درنة.
ووفقًا للدراسة، تسيطر جماعات مسلحة عدة على مدينة درنة أهمها «مجلس شورى شباب الإسلام» الذي أعلن ولاءه أخيرًا لتنظيم «داعش». وقامت تلك الجماعات بإنشاء معسكرات لها حول المدينة تضم ما لا يقل عن 200 مقاتل.
ونقلت الدراسة عن نعمان بن عثمان، رئيس مؤسسة كويليام البريطانية للأبحاث والدراسات، أنَّ مدينة درنة واقعة بالكامل تحت سيطرة تنظيم «داعش» الذي يتحكم في شؤون الإدارة والقضاء والتعليم والإعلام.
وأشارت الدراسة إلى أنَّ الأوضاع في ليبيا تجعل منها تربة خصبة لزيادة عمليات «داعش» داخل البلاد، مضيفة أنَّ ليبيا أصبحت أكبر مصدر للأسلحة في الشرق الأوسط وبالتالي يستطيع التنظيم الاستفادة منها لزيادة عائداته وموارده.
أما تونس، فتقول الدارسة إنَّها أكبر مصدر للمقاتلين المنضمين لـ«داعش»، إذ يصل عدد المقاتلين التونسيين بالتنظيم إلى ثلاثة آلاف مقاتل.
وأفادت الدراسة بأنَّ تونس واجهت عدة صعوبات بعد الثورة في الموازنة بين الحريات والأمن العام، واستغل بعض رجال الدين المتشددين حالة عدم الاستقرار والحرية الدينية في تجنيد الشباب لأنَّهم من الأهداف التي يسهل توجيهها إلى معسكرات التدريب في سورية.
وفي مصر، تعتقد الدراسة أنَّ تأمين «داعش» معاقل له في شبه جزيرة سيناء يعد هدفًا حيويًّا للتنظيم، لأنَّ الوجود في سيناء يؤمِّن للتنظيم منصات لشن هجمات ضد الدول الغربية.
وأكدت الدراسة أنَّ جماعات التمرد الأفريقية تشكِّل خطرًا أكبر لأنَّها قد تحاول تقليد تنظيم «داعش».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق