تناول مقال بموقع صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية الأوضاع في ليبيا وخطرها على عمل الصحفيين والنشطاء، إذ تستمر الجماعات المسلحة في خطف وقتل وتهديد النشطاء حول البلاد.
يقول الكاتب والباحث الليبي من معهد «أتلانتيك كاونسل»، محمد الجارح: «إن اغتيال الناشطين توفيق بن سعود وسامي الكوافي، الذي وصفه بالمروع دفع عددًا كبيرًا من النشطاء إلى التقليل من نشاطاتهم خاصة بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من خلال موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مثلما حدث مع بن سعود قبل مقتله.
وأشار الكاتب إلى استمرار عمليات خطف وذبح النشطاء في البلاد، آخرها عملية خطف وذبح ثلاثة شباب في مدينة درنة من قبل الجماعات المسلحة المسيطرة على المدينة، وعلى الرغم من هذا يستمر النشطاء في فضح نشاط الجماعات الموالية لتنظيم «داعش» في ليبيا في ظل الظروف العدائية الحالية وانعدام القانون، على حد قول الكاتب.
أوضح الكاتب أن اغتيال النشطاء أو إجبارهم على الخروج من ليبيا يزيد من الشكوك حول مستقبل البلاد، وكنتيجة لذلك تحولت الأطراف الداعمة لليبيا في الخارج إلى الحوار عن الجماعات المسلحة والمعارك بدلاً عن الحديث عن الديمقراطية أو دور القانون، مضيفًا أن المسلحين يشعرون بنوع من الحصانة ويغذون دائرة العنف وتزداد قوتهم يومًا بعد يوم، وأثّر ذلك بصورة وصفها الكاتب بـ «الكارثية» على حقوق الإنسان خاصة حرية التعبير.
وذكر الكاتب أن مدينة درنة انقطعت صلتها بالعملية الديمقراطية في ليبيا بدءًا من يوليو العام 2012، ونقل عن أحد النشطاء في المدينة قوله: «لن نتمكن من بناء ديمقراطية في درنة مع استمرار سيطرة الجماعات المتطرفة -الذين أعلن عدد كبير منهم ولاءهم لتنظيم «داعش»- على المدينة، لأنهم يعتقدون أن الديمقراطية تتعارض مع الإسلام، ولن نتمكن من بناء ديمقراطية أو حماية حقوق الإنسان دون توفير الأمان أولاً».
اختتم الكاتب تقريره بالقول: إن الصراع الذي يعيشه النشطاء والصحفيون يعكس الصراع الأكبر الذي تعيشه ليبيا حاليًّا، مضيفًا أن خيبة الأمل التي يشعر بها الليبيون تجاه العملية السياسية تدفع البعض إلى إعطاء استعادة الأمن الأولوية القصوى فوق أي اعتبارات أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق