يصادف اليوم الخميس الموافق 23 أكتوبر 2014 مرور خمسة وسبعين عامًا على توقيع زعماء المهاجرين الِلّيبيّين بالديار المصريّة الوثيقة التاريخيّة التي عُرفت بـ«ميثاق فكتوريا»، نسبةً للمكان الّذِي وقِّعت فيه، وهُو ناحية فكتوريا بمدينة الإسكندريّة، فِي التاسع مِن شهر رمضان المعظم 1358 هجري الموافق 23 أكتوبر 1939م.
فقد أرغم الاحتلال الايطالي عددًا كبيرًا مِن الِلّيبيّين على ترك ديارهم والهجرة إِلى دول الجوار وفي مقدمتها مِصْرُ، وكان الأمير إدْريْس السّنوسي ـ الّذِي جاء إِلى مِصْرَ فِي عام 1923م ـ على رأس أولئك المهاجرين، ومع بداية الحرب العالميّة الثانية في سبتمبر 1939م عظم نشاط الأمير إدْريْس وبدأ، ومعه زعماء المهاجرين مِن برقة وطرابلس فِي التحرك مِن أجل استغلال هذه الحرب لتحرير بلادهم.
حيث عُقد هذا الاجتماع الّذِي دعا إليه الأمير إدْريْس السّنوسي بمقر إقامته برمل الإسكندرية ناحية فيكتوريا، ولذلك اشتهر (باجتماع فيكتوريا) وحضره الزعماء ورؤساء القبائل الِلّيبية المهاجرة بمِصْرَ، وعددهم اثنان وخمسون زعيمًا وشيخًا ظلّوا يتباحثون لمدة ثلاثة أيام كاملة من 20 إِلى 23 أكتوبر 1939م، وأسفر تبادل الرأي بينهم عن اتخاذ قرار بوضع ثقتهم في الأمير إدْريْس السّنوسي، وتفويضه بالتحدث باسمهم وتمثيلهم تمثيلاً كاملاً، وأصدروا وثيقة بذلك موقَّعة منهم.
وبهذه المناسبة أصدرت الحركة الملكيّة الدستورية الديمقراطية (في ليبيا ـ ومقرها بنغازي) بيانًا دعت فيه الِلّيبيين إلى التوقف عن الاقتتال وسفك الدماء، والتأسي بأجدادهم في توحيد صفوفهم وتغليب المصلحة العامّة على المصلحة الخاصّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق