ليبيا المستقبل - وكالات: أعلنت حركة النهضة (الإسلامية) في تونس، رفضها أي تدخل أجنبي محتمل في ليبيا، ودعت الأطراف الليبية المتنازعة إلى الوحدة الوطنية والتخلي عن الاحتكام إلى السلاح. وقال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، خلال مؤتمر صحفي أثناء انعقاد مجلس شورى الحركة السبت، “نرفض أي تدخل أجنبي في الصراع الدائر في ليبيا وعلى الأطراف الليبية المتصارعة أن تتوافق لوقف النزاع″. وأكد الغنوشي أن تونس يمكن أن تلعب دورا لحسم الأزمة الليبية وذلك بترتيب مؤتمرات للتوافق مضيفا بأن بلاده مستعدة وضع تجربتها الديمقراطية أمام الليبيين.
والشهر الماضي اتهم عسكريون من قوات ما يعرف بـ”فجر ليبيا” (كتائب مسلحة أغلبها إسلامية) مصر والإمارات بشن غارات على مواقع لهم في طرابلس، وهو نفته الأخيرتان، كما نسب لأطراف ليبية دعوة مجلس الأمن إلى التدخل في ليبيا، وهو ما نفاه لاحقا وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز، مؤكدا أن بلاده طالبت فقط بتوسيع بعثة الأمم المتحدة (أونسميل) فى ليبيا. وخلال مارس/ آذار الماضي قاد الغنوشي محاولة للوساطة بين أطراف الأزمة الليبية، قبل اشتدادها وتعقدها لاحقا، وصفها حينها بأنها “مطلب مشترك من عديد الأطراف الفاعلة في ليبيا على غرار الشخصيات والأحزاب والهيئات الثورية والقبائل الليبية”، دون أن يسمها.
ولاحقا أصدرت حركة النهضة التونسية، في 20 مايو/ آيار الماضي بيانا تحدثت فيه عما يجري في ليبيا (أحداث بنغازي) واصفة ذلك بـ”الأحداث الخطيرة جدا حيث استعملت القوة المسلحة في محاولة انقلابية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى واستهدفت الثورة ومؤسسات الدولة ورموزها”. واستنكرت النهضة، في بيانها، “كل استعمال للسلاح للتعبير عن الرأي أو الموقف السياسي”.
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بـ”معمر القذافي” في عام 2011، انقساما سياسيا ونزاعات مسلحة، بين تيار محسوب على الليبراليين، وتيار آخر محسوب على الإسلام السياسي، زادت حدته مؤخرا. ويتهم الإسلاميون في ليبيا مجلس النواب الذي يعقد جلساته في طبرق (شرق) بدعم عملية “الكرامة” التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مايو / آيار الماضي، ضد تنظيم “أنصار الشريعة” الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى “تطهير ليبيا من المتطرفين”.
ويرفض المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها “محاولة انقلاب عسكرية على السلطة”، ويدعم العملية العسكرية المسماة “فجر ليبيا” في طرابلس والتي تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي “قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا”، المشكلة من عدد من “ثوار مصراتة” (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق