طالب ممثل الأمين العام الخاص بليبيا ناصر القدوة بضرورة توفير دعم واسناد حقيقي من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي لتمكين ليبيا من الخروج من الوضع الحالي على أن يكون ذلك متسقا مع ما يريده الليبيون أنفسهم وما يمكن أن يتوافقوا عليه.
ودعا القدوة في تقرير استعرضه أمام المجلس الوزاري العربي حول الأوضاع في ليبيا الدول العربية لمساعدة ليبيا في البحث عن حل سياسي للأزمة الراهنة والمساعدة في تنفيذه يرتكز على وقف إراقة الدماء والتوصل لوقف لإطلاق النار خاصة في المدن الكبرى ونزع السلاح أو على الأقل السيطرة عليه ودعم مجلس النواب المنتخب شرعيا ومساعدته على القيام بمهامه للمحافظة على قدر من وجود الدولة ومؤسساتها.
وشدد على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة تعالج مختلف جوانب الأزمة الليبية، تستند إلى توافق الدول المنغمسة في الشأن الليبي والمعنية به وجهدها المشترك.
وقال القدوة إن المقاربة للحل السياسي يجب أن تشتمل على ثلاث ركائز أساسية: الأولى، تتمثل في وضع رؤية متكاملة يمكن أن تأخذ شكل مبادرة تعتمد على مباديء عامة وخارطة طريق وتعكس مواقف الأطراف الليبية ذاتها والقاسم المشترك الذي يمكن لهذه الأطراف أن تتفق عليه، وتحظى بدعم حقيقي والتزام صادق من الدول المعنية، على أن تلعب دول الجوار دورا مركزيا في تحقيقه.
أما الثانية، فتتمثل في ضرورة تنظيم حوار وطني شامل يضم كل الأطراف الليبية ويأخذ بعين الاعتبار الشرعية الانتخابية والشرعيات الاخرى القائمة باستثناء المجموعات الارهابية، موضحا ضرورة إجراء هذا الحوار الوطني على أساس المبادرة المذكورة.
والركيزة الثالثة، فهي الوجود الدولي، أي وجود اوسع وأهم من الوجود السابق للأمم المتحدة بحيث يمكن له ان يقدم الدعم اللازم في مجال الحماية والمساعدة في اعادة بناء مؤسسات الدولة في كافة المجالات وتدريب الجيش والشرطة، مشددا على ضرورة انه لا يجوز فرض أي شكل من محدد لهذا الوجود الدولي على الليبيين وان هذا الشكل يجب ان يحدد من قبل الليبيين خلال الحوار الوطني المشار اليه سابقا.
وأكد ان الشكل الأمثل للتحرك والذي يفرز أفضل امكانية لتحقيق نتائج فعلية هو مبادرة عربية تطرح تصورا تفصيليا مستندة على الأفكار الواردة سابقا والتزام الدول العربية جميعها بدعم هذه المبادرة، على أن تلعب دول الجوار دورا رئيسيا في التوصل لها، ثم الانتقال للحصول على الدعم الدولي اللازم، مع الاستعانة بالآليات المتاحة ، بما في ذلك البعثة الخاصة للأمم المتحدة والتنسيق معها ومع جهاتأاخرى مثل الاتحاد الافريقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق