ليبيا المستقبل
صحيفة إرم: لفتت صحيفة "البيان الإماراتية" إلى أن كل يوم يمر على ليبيا وسط لغة السلاح والصراع يعني أن المساحة الزمنية أبعد للحوار، فالوضع المتردي يضع هذا البلد في أتون حرب أهلية، والحكمة تقتضي حماية وحدة البلاد أرضاً وشعباً عبر تصالح قواه، وتوافقها على خريطة طريق واحدة تقي من خطر تدخل خارجي. وقالت الصحيفة إنما يجري في طرابلس وفي بنغازي ومدن شرقي ليبيا لا يختلف المراقبون وربما قطاعات واسعة من الشعب على أنه عنف ممنهج تقف وراءه أطراف بعينها تريد تفويض التدخل العسكري، فاستعجال بعض القوى التدخل يبدو وكأنه سعي لتنفيذ جزء من خطة إعادة رسم خريطة المنطقة.
وبينت أنه وجب الانتباه، فالأجندات الإقليمية حين تتوسع جيوسياسياً، فإن التاريخ يكشف بعد مدة طويلة أو قصيرة أن الذي يكون وراءها هو ترتيب خرائط مرسومة. وتابعت: هناك مشكلة قديمة مرتبطة بشكل الثورة المسلحة في ليبيا وطبيعتها والمكونات التي قادتها، وزاد من حدتها عجز المكونات السياسية عن تدبير شكل وحجم مشاركة القوى الثورية المسلحة في السلطة وأجهزتها. ونوهت "البيان" أن ثمة حاجة اليوم إلى قدر كبير من الحكمة بتكريس تحول سياسي توافقي، ومصالحة بين قوى الشعب المختلفة، ومساعدة الليبيين على القيام بأدوارهم بأنفسهم بدل القيام بها عوضاً عنهم، حيث إن ذلك أسهم في تأجيج الوضع.
واعتبرت الصحيفة أن خطر أي تدخل يتطلب حضور الدولة القوية بالقانون وقوة المؤسسات على أساس أن الوطن في كليته يعلو الجميع، ومن ثم فإن السير بعكس ذلك يعني تشريع الفوضى والانقسام والدعوة إلى الاحتراب الداخلي على حساب العيش المشترك في وطن هو لكل أبنائه.وخلصت إلى أنه للخروج من نفق هذه الاحتمالات الخطرة ومفترق الطرق الضيق يجب أن يتم استيعاب التباينات والخلافات على قاعدة الاحتكام لمقتضيات القانون ومعالجة تبعات الأزمة بكل عقلانية بعيداً عن الضغوط الخارجية بالانتقال من مرحلة الشرعية الثورية إلى محطة الشرعية الدستورية، التي تكرس التحول الديمقراطي، الذي سيكون مدخلاً للأمن والاستقرار الأبدي في ليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق