مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا برناردينو ليون - (أرشيفية).
بوابة الوسط
خطط الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون، لتفعيل سريع وطارئ لمهمته في ليبيا وتلافي الأخطاء التي ارتكبها سلفه اللبناني طارق ميتري.
وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن المبعوث الأممي يحمل معه كثيرًا من الأوراق الحاسمة لضمان نجاح مهمته في أفضل الظروف، وإن تعيينه جاء بقرار شخصي من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقابل مرشحيْن آخريْن اثنيْن.
ويخطط ليون لتحرك أول لتجميع مختلف قدرات بعثة الأمم المتحدة وعناصرها المنتشرين في تونس حاليًّا، وفي أماكن أخرى قبل نهاية الشهر الجاري، والتوجه في شهر سبتمبر المقبل إلى نيويورك للحصول على تعليمات مباشرة من مجلس الأمن الدولي.
ولا يواجه ليون وفق نفس المصدر أية تحفظات من جميع الدول الدائمة العضوية، ورغم ظهور مؤشرات انتقاد من قبل بعض السياسيين الإيطاليين لتعيينه كمسؤول أممي في ليبيا، فإن برناردينو ليون يحظى وفق الدبلوماسيين بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي بمؤسساته ودوله، وأن الحكومة الإسبانية المحافظة لم تعترض عليه رغم كونه عضوًا بارزًا في الحزب الاشتراكي المعارض.
وانتقد وزير خارجية إيطاليا السابق فرانكو فراتيني تعيين ليون في ليبيا، معللاً ذلك بأن هذا المنصب يجب أن يعود لإيطاليا، ولكن غالبية الدول الأوروبية التي قامت بتعيين مبعوثين لها إلى ليبيا تريد التعاون مع الدبلوماسي الإسباني.
ورفض ليون وصف ليبيا بـ«الدولة الفاشلة»، على خلاف عدد من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن الموقف في طرابلس قابلٌ للعودة إلى تطبيع سريع، فيما تبدو المتاعب الفعلية قائمة في بنغازي، ومن هنا جاء سعيه لبلورة خطة تحرك تضمن أكثر قدر من التوافق لربط المسارين الأمني والسياسي في البلاد.
ويأمل الدبلوماسي الإسباني بتأمين جوانب من مهمته بشكل موقت حاليًّا، عبر الاتصالات المباشرة مع فرقاء الأزمة قبل التحول رسميًّا إلى ليبيا في غضون أسابيع قليلة من الآن.
وأذن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للبعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا، وبموجب القرار 2009 بفترة أولية من ثلاثة أشهر، و«بهدف مساعدة السلطات الليبية لاستعادة الأمن وسيادة القانون وتعزيز الحوار السياسي والمصالحة الوطنية».
وذكر دبلوماسي في بروكسل أن برناردينو ليون يعتبر الأمر الحاسم هو توظيف الشرعية الفعلية التي تحظى بها مؤسسات الدولة الليبية من برلمان جديد، وحكومة للإسراع في حل الخلافات القائمة في البلاد بشكل يضمن استعادة تدريجية للأمن، وتكريس العمل المؤسسي واحترام الاستحقاقات الدستورية.
ويرى ليون أنه يوجد توافقٌ في الآراء بين أعضاء مجلس الأمن على الحاجة إلى التدخل، «إذا لزم الأمر».
ومن المتوقع أن يقوم خلال شهر أكتوبر المقبل في نيويورك بعرض قائمة من الخيارات لتعزيز وتقوية بعثة الأمم المتحدة.
وقال برناردينو ليون لعدد من وسائل الإعلام الاسبانية، إنه سوف يعيش في الفترة المقبلة بين العاصمة طرابلس ومدينة نيويورك.
وأكد أنه على قناعة من أن ليبيا ستعود إلى وضعية استقرار فعلية «لأن الليبيين لا يريدون الحرب في بلادهم، وأنه توجد لديهم رغبة في إرساء وفاق وطني رغم أن الفترة الزمنية المتاحة تبدو ضيقة».
ويرى أن ليبيا ليست مصر وليست سوريا وليست بأي حال من الأحوال الصومال، وأن المصالح التي تربط أهلها أقوى بكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق