ليبيا المستقبل
سكاي نيوز عربية: لا يختلف الوضع في القطاع الصحي في ليبيا كثيرا عن الوضع في عموم البلاد، فالكلمة العليا للفوضى، والمنظومة الصحية تعاني لأسباب جميعها مرتبط بالقتال الدائر حاليا في طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق).ومن شأن قرارات بعض الدول، أهمها الفلبين، سحب رعاياها من ليبيا خشية تعرضهم للأذى، أن تؤدي بشكل غير مباشر إلى الإضرار بالمنظومة الصحية في ليبيا، حيث إن 3 آلاف فلبيني يعملون في المجال الصحي يشكلون نحو ثلثي القوة الفعلية لهذا القطاع.ومنذ يوليو الماضي، تسحب الفلبين المئات من رعاياها في ليبيا على دفعات، كان آخرهم أكثر من 700 شخص يومي السبت والأحد، ليرتفع عدد المرحلين الفلبينيين من ليبيا على نفقة حكومة مانيلا إلى نحو 3 آلاف. وفي حال قررت الفلبين استدعاء جميع عمالها من ليبيا، بمن فيهم العاملين في المجال الطبي، فإن الخدمات الصحية في ليبيا، المتراجعة أصلا بسبب الانفلات الأمني والقتال في بعض المدن، مهددة بالانهيار، حسب المتحدث الرسمي باسم الهلال الليبي محمد المصراتي. وتحدث المصراتي لـ"سكاي نيوز عربية" عن صعوبات جمة تواجه عمل القطاع الطبي في ليبيا، لا سيما في طرابلس وبنغازي، من بينهما مغادرة العمالة الأجنبية، علاوة على استهداف منشآت وطواقم طبية وسيارات إسعاف.وفي طرابلس تعرضت مخازن أدوية لأضرار كبيرة، بعد سقوط قذائف عليها، كونها قريبة من مطار طرابلس الذي تتقاتل كتائب مسلحة من الزنتان وأخرى من مصراتة للسيطرة عليه، ما أدى إلى نقص في الأدوية بالمناطق الغربية. وأشار المصراتي إلى دور مهم للهلال الأحمر الليبي في توفير ممر آمن لنقل ما تبقى من أدوية المخازن إلى المشافي. وأدى القتال المستعر قرب مطار طرابلس إلى إغلاقه، حاله حال مطار بنينة في بنغازي، ما أدى إلى وضع عراقيل إضافية أمام نقل بعض الجرحى ممن هم بحاجة إلى العلاج خارج البلاد، حيث يتطلب ذلك جهدا كبيرا لنقلهم إلى مطارات في مدن أخرى. كما أبدى المصراتي مخاوف إثر تعرض أطقم طبية ومسعفين للأذى، على غرار اختطاف مسعفين اثنين ليبيين في طرابلس مؤخرا. وفي بنغازي، حيث تقاتل قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر مجموعات مسلحة يرى حفتر أنها "إرهابية"، أغلق مشفى "الجلاء" وهي الأكبر بالمدينة لأكثر من شهر ونصف، بسبب رغبة طرفي القتال في إدارته والسيطرة عليه. ويضيف المصراتي أن المشفى تم افتتاحه قبل أسبوع فقط، بعد هدوء نسبي في المنطقة المحيطة. كما أن أربعة مشاف أخرى في منطقة الهواري ببنغازي "في مرمى النيران"، حسب المصراتي، بسبب وقوعها في منطقة ساخنة تشهد قتالا شبه مستمر، وتعمل الأطقم الطبية بهذه المشافى تحت ظروف صعبة. علاوة على ذلك، فقد تعرض بنك دم يتبع وزارة الصحة في بنغازي لقذائف جراء وقوعه في منطقة قتال، ما أدى إلى إغلاقه، وتعتمد المدينة حاليا على بنك دم واحد تابع للهلال الأحمر. وقبل أسبوع، تعرضت سيارات إسعاف للقصف أثناء نقلها لجثث قتلى، رغم أن المسلحين من كل الأطراف "يعرفون أن الهلال الأحمر الليبي يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا علاقة له بالتجاذبات السياسية" التي تطورت إلى مواجهات بالأسلحة، حسب المصراتي. وتعيش ليبيا حالة من الفوضى السياسية التي تطورت إلى حوار بلغة السلاح، بين التيارين الليبرالي والإسلامي، وصل إلى ذروته إثر خسارة الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق