يستعد الإسرائيليون والفلسطينيون لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بينهم، اليوم، في القاهرة لتمديد وقف إطلاق النار، الذي ينتهي منتصف ليل الثلاثاء، في حين تظاهر آلاف في تل أبيب مساء السبت، مطالبين بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس.
وعشية المفاوضات التي تستأنف غدًا، شهد القطاع المدمر السبت، اليوم السادس من التهدئة التي تخللتها عملية محدودة من اطلاق الصواريخ وغارات جوية ليل الأربعاء الخميس.
والآن على المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وفي الجانب الفلسطيني لاح بصيص أمل حذر في فرص التوصل، إلى اتفاق يوقف حمام الدم الذي أسفر عن مقتل 1980 فلسطينيًا على الاقل، معظمهم من المدنيين و67 إسرائيليًا بينهم 64 عسكريًا.
ورحب الاتحاد الاوروبي بوقف إطلاق النار في غزة، وأعرب عن استعداده تمديد مهمة الشرطة في رفح على الحدود المصرية وتدريب موظفي الجمارك ورجال الشرطة التابعين للسلطة الفلسطينية لإعادة نشرهم في غزة.
وقال مجلس الاتحاد الاوروبي الجمعة، عقب اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل إن "العودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل النزاع ليس خيارًا"، وأضاف أن شرطة الاتحاد الأوروبي ستراقب مرور الإمدادات الضرورية لإعادة إعمار غزة وستحاول منع تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وفي 2005 تم تشكيل بعثة من 70 رجل شرطة أوروبي مكلفة بمراقبة تنقلات الناس والبضائع والعربات على معبر رفح الذي يعد المعبر الوحيد لفلسطينيي غزة الى العالم الخارجي، إلا أنه تم تعليق عملها بعد عامين بعد استيلاء حركة حماس على القطاع.
وأكد الاتحاد الاوروبي أن التوصل إلى تهدئة دائمة يجب أن يرافقه رفع الحصار عن غزة داعية إلى نزع أسلحة جميع "الجماعات الارهابية" في القطاع.
ورحبت الخارجية الاسرائيلية بالدعوة إلى نزع الأسلحة في غزة، والذي يعد المطلب الرئيسي لها في محادثات الهدنة.
وقالت الوزارة إن "الالتزام بمبدأ نزع الأسلحة بحيث يتم تنفيذه بالية فعالة، سيضمن حدوث تغير أساسي في الوضع".
وتتعرض إسرائيل إلى ضغوط من مواطنيها بسبب إطلاق 2790 صاروخًا على الأراضي المحتلة، من قطاع غزة منذ 8 يوليو، وترفض الموافقة على اية مساعي لإعادة الإعمار دون نزع أسلحة القطاع.
وأشار عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني، المسؤول في حركة فتح، السبت، الى تقدم يعطي املا بتهدئة دائمة وليس فقط بتمديد جديد لوقف اطلاق النار لبضعة أيام.
وصرح لوكالة فرانس برس "لدينا أمل كبير في التوصل قريبا جدًا إلى اتفاق قبل انتهاء التهدئة وربما التوصل قريبًا جدًا إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، لفرانس برس إن "المفاوضات غير المباشرة (مع إسرائيل) ستستأنف صباح غد" ، مشددًا على أن "الكرة في الملعب الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق في حال وقف مماطلة الاحتلال".
وأضاف أبو زهري أنه يمكن التوصل إلى اتفاق شامل "إذا توفرت الجاهزية لدى الاحتلال الاسرائيلي لتلبية مطالب الوفد الفلسطيني وفي مقدمتها وقف كافة أشكال العدوان والحرب على شعبنا ورفع الحصار بالكامل".
والمفاوضات التي جرت حتى الآن في المقر العام للاستخبارات المصرية، أفضت إلى اتفاق أول لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الاثنين وتم تمديده الخميس لخمسة أيام إضافية.
وغادر كل طرف الخميس القاهرة للتشاور، ويتوقع أن يعود قسم من المندوبين الفلسطينيين كمندوبي حماس والجهاد الاسلامي في غزة إلى القاهرة السبت حسب ما أعلن المتحدث باسمهم.
والمباحثات التي ستستأنف الأحد، ستدور حول اقتراح مصري يقضي وفقا لوثيقة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، بتطبيق وقف دائم لإطلاق النار على أن تبدأ مفاوضات جديدة خلال شهر.
وعندها سيتم التطرق إلى مسائل شائكة مثل فتح ميناء ومطار كما يطالب الفلسطينيون ويرفض الإسرائيليون، أو تسليم إسرائيل جثتي جنديين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
ومن مقترحات القاهرة تقليص تدريجيًا المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل ووضعها تحت مراقبة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
أما بشان رفع الحصار فلم تكن الوثيقة المصرية واضحة واكتفت بالإشارة إلى فتح نقاط عبور مغلقة بموجب اتفاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وما تزال إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة يلتزمان بالهدنة التي تم التوصل اليها بانتظار النتيجة النهائية للمفاوضات الجارية في القاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق