ليبيا المستقبل
صحيفة إرم: أمام الأداء السياسي الباهت لمجلس القبائل بسبب الحرب الدائرة بين المليشيات المسلحة، وتعيين رئيس لمجلس القبائل لم يكن محل توافق جميع الأطراف بدأ الحديث في ليبيا عن "مجموعة 36" كقوة ميدانية تمثل 36 منطقة دفاعية تغطي كامل التراب الليبي. ويقول محمد الرياحي وهو أحد المتابعين للوضع الميداني في ليبيا "مجموعة 36 متواجدة بكامل التراب الليبي شرقاً وغرباً ووسطا وجنوبا، وعلى استعداد تام لتحرير الأرض والشعب الليبي من قبضة العصابات المسلحه ومن الخوارج الذين قتلوا وسفكوا الدماء وأحرقوا ثروات البلاد". وتعمل مجموعة 36 حسب ما توفر من معلومات، تحت مجلس عسكري أعلی يمثل كافة المناطق دون استثناء بما فيها مدينة مصراطة، وبالتنسيق مع مجلس شيوخ القبائل الذي يضم 360 شخصية أي بمعدل عشرة مشايخ من كل منطقة. وبالعودة الى مؤتمر القبائل الليبية المنعقد في 25 مايو/ أيار الماضي بمدينة العزيزية غرب العاصمة طرابلس، فقد دعا المؤتمر في البيان الختامي ضمن المادة الثامنة إلى: "تكوين قوة عسكرية موازية تتكون من 36 قيادة عسكرية على مستوى كل المناطق الليبية". وأكد محمد الرياحي أن التنظيم أنجز إلى حد الآن 22 منطقة دفاعية جاهزة للحسم، بمجالس مكتملة إدارية وعسكرية وبلدية ومجلس شيوخ.
ويضيف الرياحي "ليبيا لن تتحرر من الإرهاب والعصابات المسلحة إلا إذا تدخلت مجموعة 36 المكونة من أبناء ليبيا الشرفاء بتوجهاتهم السياسية والعقائدية المؤمنين بوطنهم الرافضين للفساد سواء كانوا من سبتمبر أو فبراير". كما يؤكد محمد الرياحي أنهم قادرون على سحق الإرهاب وإنهاء الفوضى خلال شهرين من الزمن وإعادة الاستقرار إلى الليبيين قائلا: "أظن أن مثل هذه التنظيم لن يدخل الحرب قبل قراءة الساحة الميدانية قراءة استراتيجية". وردا على سؤال "لشبكة إرم نيوز" متى يبدأ عمل مجموعة 36 قال محمد الرياحي: "لا أحد يعلم، مثل هذا القرار سيتخذ في حينه، ولكن مجموعة 36 متواجدة ولم تغب عن الساحة ومتجذرة في كامل التراب الليبي تحت عدة إطارات". وفي تعريفه "لمجموعة 36" قال الرياحي: "هو تنظيم سري جداً يتكون من رجال ونساء، طلبة وجامعيين بالداخل والخارج وعناصر أمنية محترفة وجنود من القوات المسلحة والحرس الشعبي والحرس الثوري ومن جميع التشكيلات المسلحة السابقة، كما يضم التنظيم في تركيبته أكاديميين وموظفين من مختلف أجهزه الدولة".
أما عن أهداف التنظيم فيزيد الرياحي "مجموعة 36 تسعى لتحقيق العدالة الأمنية في ليبيا، بالقضاء على التطرف والإرهاب الطائفي والجهوي والعقائدي الديني، وإذا تحقق هذا الهدف ستتم الدعوة لإستفتاء عام حول كل القضايا الخلافية تحت رقابة محلية ودولية، ويبقى الصندوق الفيصل والملزم للجميع لتجتاز ليبيا أسوأ مرحلة في تاريخها". هذا وتعيش ليبيا منذ ثلاث سنوات اضطرابا سياسيا كانت نتيجته تقسيم البلاد ونهبت ثرواتها.فبعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا تعالت أصوات كثيرة كانت غائبة نتيجة الإبعاد، وبرزت في المشهد السياسي الليبي مجموعة من التيارات السياسية الإسلامية والليبرالية وتبنت حراك 17 فبراير. ومنذ أكثر من سنتين وأقطاب 17 فبراير يتناحرون على السلطة الى أن تحولت ليبيا إلى أرض صراع مسلح عنيف وحرب أهلية حقيقية. النزاع بدأ سياسيا ليتحول إلى الميدان عبر المليشيات والجماعات المسلحة التي استنجد بها السياسيون لأجل الوصول إلى السلطة. غير أن العامل المتغير اليوم أن طرفي النزاع الأول وجد لنفسه حليفا خارجيا يدعمه بكل ثقله، فيما الطرف الثاني يعوّل على الجماعات المسلحة في الداخل. غير أن هذا التنظيم يرفض التدخل الأجنبي في ليبيا ويسعی إلی توحيد ليبيا من التقسيم والقضاء علی التطرف وليس علی التدين فالليبيين مجتمع متدين وتقليدي بطبعه. ويشير محمد الرياحي إلى أن عمل مجموعة 36 سيكون تحت ضمانة القبائل التي تملك السلطة الأدبية والحياد في وقف النزيف الحاصل وايجاد حلول ترضي جميع المتنازعين بعيدا عن أي تدخل خارجي. مختتما: "الليبيون الآن أمام منعطف تاريخي خطير جداً، وعليهم ان يقرروا مصير الأجيال القادمة بتوحيد قوتهم ولملمة الجراح لخلق أرضية جديدة تضم الجميع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق