ليبيا المستقبل
الجزيرة نت: عقدت الحكومة الليبية الجديدة برئاسة أحمد معيتيق أمس الاثنين أول اجتماع لها في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة طرابلس لمناقشة الأزمة التي تمر بها مدينة بنغازي، بينما ارتفع إلى 21 عدد قتلى الاشتباكات العنيفة في هذه المدينة بين كتائب من ثوار 17 فبراير وقوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال معيتيق في الاجتماع الطارئ إن حكومته ستعمل بكل قدراتها لإنجاح الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 25 من الشهر الجاري, ودعم جهود المفوضية العليا للانتخابات للقيام بمهامها. وشدد على أن "محاربة الإرهاب والتطرف ستكون على رأس أولويات حكومته, ولن يسمح بمحاربته خارج شرعية الدولة"، في إشارة إلى الحملة التي يقودها حفتر، موضحا أن "محاربة الإرهاب والتطرف خارج إطار الدولة "ستزيد من المشكلة وستحدث شرخا اجتماعياً". وقد عقد أول اجتماع للحكومة الجديدة في مكتب رئيس الوزراء بعد سيطرة قوات الشرطة عليه، بعدما رفض رئيس الوزراء السابق عبد الله الثني تسليم سلطاته إلى معيتيق الذي انتخبه المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في أوائل الشهر الماضي.
أوامر متضاربة
وكان الثني استقال في أبريل/نيسان الماضي غير أنه قال إنه تلقى أوامر متضاربة من المؤتمر الوطني بشأن شرعية انتخاب معيتيق، مضيفا أنه سيستمر في أداء مهام منصبه حتى يحسم المؤتمر النزاع. وقال شهود إن معيتيق -وهو خامس رئيس وزراء في ليبيا منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011- وصل إلى مكتب رئيس الوزراء في وقت متأخر من مساء الاثنين تحرسه سيارات الشرطة، وكان الثني انتقل في وقت سابق إلى مبنى حكومي آخر حسبما قال المتحدث باسمه، وصرح عز الدين العوامي النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني بأن الثني أبلغه بأنه لم يسلم مكتب رئيس الوزراء رسمياً إلى معيتيق. وسيقود رئيس الوزراء الجديد -الذي ترفض بعض الأطراف السياسية الاعتراف بشرعيته- الحكومة لفترة انتقالية قصيرة مرتبطة بإجراء انتخابات تشريعية لتشكيل برلمان يحل محل المؤتمر الوطني ثم تتشكل حكومة جديدة.
اشتباكات بنغازي
وفي الشأن الميداني، ذكرت مصادر طبية أمس الاثنين أن 21 شخصا على الأقل قتلوا في بنغازي ومدينة قريبة منها شرقي ليبيا، وجرح سبعون في اشتباكات عنيفة بين قوات حفتر وكتائب من ثوار 17 فبراير. وقد قامت طائرات مروحية تابعة لحفتر بإسناد القوات البرية في معركتها ضد الثوار، وذلك في أشد الاشتباكات منذ بدأ اللواء المتقاعد حملته العسكرية لمحاربة ما أسماه "الإرهاب". وقال محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر إن قوات غير نظامية مؤيدة للواء المتقاعد قدمت الدعم بفعل امتداد القتال إلى مناطق عديدة في بنغازي. وذكرت مصادر طبية أن بين القتلى 11 جنديا على الأقل، وأشارت إلى أن 67 شخصا جرحوا أيضا في بنغازي، بينما جرح 18 شخصا في مدينة المرجة الواقعة شرقي بنغازي، حيث اندلعت هناك اشتباكات بين الطرفين. وأورد بعض سكان بنغازي أن جماعة أنصار الشريعة هاجمت الاثنين معسكرا للقوات الخاصة التي أيدت حملة حفتر، وأدت هذه الاشتباكات لبقاء أهالي ثاني أكبر المدن الليبية داخل منازلهم وإغلاق المدارس والجامعات. وفي سياق متصل، دعت السلطات التونسية الاثنين أفراد جاليتها في مدينة بنغازي إلى مغادرتها بفعل اشتداد المعارك، كما جددت وزارة الخارجية التونسية نداءها إلى التونسيين بعدم التوجه إلى ليبيا إلا في حالة الضرورة القصوى والامتناع عن السفر إلى بنغازي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق