ليبيا المستقبل _العرب اللندنية: قالت مصادر مطّلعة إن اللواء خليفة حفتر يستعد للهجوم النهائي على المجموعات المتشددة شرق ليبيا، وإن هذا الهجوم تم تأجيله حتى إجراء الانتخابات المصرية والتأكد من فوز المشير عبدالفتاح السيسي. وأشارت المصادر إلى أن اللواء حفتر أكد لمقربين منه أن فوز السيسي بانتخابات مصر سيمثل دفعا قويا للجيش الوطني الليبي الذي يقوده وسيهيئ الأرضية المعنوية والسياسية اللازمة لهزم الميليشيات المرتبطة بالقاعدة. وتنظر دوائر إقليمية ودولية إلى فوز السيسي بكثير من الاهتمام لجهة تحريك الأوضاع في المنطقة ارتباطا بالأداء المصري الجديد، وخاصة تجاه ليبيا التي بدأت تتفاعل بشكل جلي مع نتائج الانتخابات المصرية.
ويتجلى هذا التفاعل بشكل واضح في تطور عملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء خليفة حفتر، الذي بدأ يتجه نحو الحسم مع الإرهابيين المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين والتكفيريين من جماعة “أنصار الشريعة” الموالية لتنظيم “القاعدة”، مستفيدا بذلك من الموقف المصري الذي قطع نهائيا مع جماعة الإخوان. ورغم اختلاف الأوضاع السياسية والعسكرية بين مصر وليبيا، فإن ذلك لم يمنع المراقبين من القول إن اللواء الليبي خليفة حفتر الذي سبق له أن أعرب عن تطلعه إلى دعم مصر برئاسة السيسي لعمليته “كرامة ليبيا”، قد قرر دفع الأمور باتجاه الإسراع في حسم الوضع الميداني في شرق ليبيا لتسهيل وصول هذا الدعم في وقت لاحق.
وتكشف التحركات الميدانية التي بدأتها قوات اللواء حفتر أوراق هذا التكتيك الذي يهدف إلى توفير بيئة حاضنة لأي دعم مصري باعتبار أن معركة حفتر في ليبيا تندرج في سياق المعركة الكبرى مع جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية في المنطقة. ويبدو أن التشابه الكبير في أسلوب عمل جماعة الإخوان في مصر كما في ليبيا، هو الذي ساهم إلى حد ما في جعل اللواء خليفة حفتر يتحفز إلى توجيه ضربات قاzمة إلى الإرهابيين في هذا الوقت بالذات، أي اياما قليلة بعد تولي المشير عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر بشكل رسمي. إلى ذلك، وصل إلى القاهرة وفد ليبي يضم وزراء الصحة والثقافة والمواصلات والنقل وعددا من المسؤولين قادمين على طائرة خاصة من طرابلس بشكل مفاجئ في زيارة لمصر تستغرق يومين.
ومن المنتظر أن يلتقي الوفد كبار المسؤولين المصريين لبحث تطورات الوضع الليبي والمساعدة في استعادة الهدوء. وكانت قوات اللواء خليفة حفتر قد بدأت أمس الإثنين في توجيه ضربات استباقية وُصفت بـ”القاصمة” لأوكار الإرهابيين شرق ليبيا ضمن إطار عملية “كرامة ليبيا” التي انطلقت في 16 مايو الماضي لتطهير البلاد من الميليشيات المُسلحة الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم “القاعدة”. وقالت مصادر ليبية إن سلاح الجو الليبي الموالي للواء خليفة حفتر شن غارات على معسكر “الدروع 2” في منطقة “قنفودة” بمدينة بنغازي بشرق ليبيا. وشارك معسكر “الدروع 2” الذي يقوده وسام بن حميد، إلى جانب معسكر”الدروع 1” بقيادة بوكا العريبي، في الهجوم المسلح الذي نفذته ليلة الأحد الإثنين، عناصر تابعة لتنظيم “أنصار الشريعة” ضد معسكر الكتيبة “21 صاعقة” الموالي للواء حفتر. وقال العقيد طيار سعد الورفلي، آمر قاعدة “بنينا” الجوية، إن “مقاتلات قاعدة “بنينا” وقاعدة “طبرق الجوية” نفذت ضربات قاسمة ضد الإرهابيين”، ولفت إلى أن “المعارك ستستمر حتى تطهير البلاد منهم”.
وبالتوازي مع ذلك، أكد العقيد محمد الحجازي تمكن القوات الموالية للواء حفتر من السيطرة على معسكر “17 فبراير” الذي يعد أحد أبرز معاقل الميليشيات المرتبطة بالجماعات الإرهابية، وخاصة منها جماعة “أنصار الشريعة”. ولفت إلى أنه تم القبض على عدد كبير من أفراد الميليشيات الإرهابية منهم 10 عناصر من جنسيات عربية، فيما أكد شهود أن عناصر “أنصار الشريعة” والميليشيات المتحالفة معها فرت من ساحة المعركة. وفيما تواصلت أمس تلك الاشتباكات العنيفة، ذكرت مصادر طبية أن تلك المواجهات الدامية أسفرت في حصيلة أولية عن 16 قتيلا وأكثر من 26 جريحا، بينما رجحت أوساط سياسية ليبية توسع نطاق هذه المواجهات بعد رصد أرتال عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة “بوعطني”، باتجاه مواقع الميليشيات.
ويرى مراقبون أن اشتباكات الأمس التي وُصفت بـ”الأعنف” منذ بدء عملية “كرامة ليبيا” في منتصف الشهر الماضي، ستتواصل بنفس النسق خلال الأيام المُقبلة لحسم الموقف العسكري على الأرض. ولا يستبعد المتابعون للشأن الليبي انتقال هذه المواجهات سريعا إلى العاصمة طرابلس لإحداث توازنات سياسية جديدة، خاصة وأن اللواء حفتر الذي يقود عملية “كرامة ليبيا” يحظى بدعم العديد من الوحدات العسكرية منها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة، بالإضافة إلى تأييد عدد كبير من القبائل والأهالي، وأكثر من 40 نائبا بالمؤتمر الوطني (البرلمان).
ويرى مراقبون أن اشتباكات الأمس التي وُصفت بـ”الأعنف” منذ بدء عملية “كرامة ليبيا” في منتصف الشهر الماضي، ستتواصل بنفس النسق خلال الأيام المُقبلة لحسم الموقف العسكري على الأرض. ولا يستبعد المتابعون للشأن الليبي انتقال هذه المواجهات سريعا إلى العاصمة طرابلس لإحداث توازنات سياسية جديدة، خاصة وأن اللواء حفتر الذي يقود عملية “كرامة ليبيا” يحظى بدعم العديد من الوحدات العسكرية منها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة، بالإضافة إلى تأييد عدد كبير من القبائل والأهالي، وأكثر من 40 نائبا بالمؤتمر الوطني (البرلمان).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق