بوابة الوسط
وصف مقالٌ نُشر على موقع "العربية" عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر بأنها بداية لعمليات تكتيكية أخرى. وأنه على الرغم من عدم وجود نتائج مضمونة، فإن هذه العمليات تخلق الظروف الضرورية للتخلص من الفوضى التي عمت البلاد بعد القذافي، فاللواء حفتر يأخذ خطوات مهمة ضد المعارضة والتشكيلات المسلحة في ليبيا، مستعينًا بعدد كبير من القوات يصل إلى الآلاف.
يقول كاتب المقال ثيودور كاراسيك، مدير معهد التحليلات العسكرية للشرق الأدنى والخليج، إن تصريحات حفتر الأسبوع الماضي عن العدو في ليبيا تُشبه إلى حد كبير ساحة المعركة في سورية؛ حيث يتلقى مقاتلون أجانب تدريبات للتحضير لعمليات مستقبلية. فهو يرى في ليبيا -مثل سورية- مكانًا لتجمع الإرهابيين والمجرمين مما قد يؤثر على شمال أفريقيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، فالهدف الأساسي لعملية الكرامة هو زيادة التأثير الليبي، إذ تؤثر هذه العمليات بالفعل في تدفق الأسلحة غير المشروعة إلى سورية.
ويضيف الكاتب أن "عملية الكرامة" تلقى استحسانًا ممَن يدعمون دولة ليبية قوية مثل مصر، إذ يريد حفتر القضاء على الإرهاب وليس فقط هزيمته. فشخصية حفتر جعلته يُشبه قادة أقوياء مثل السيسي، ومن هنا تكون العلاقة بين مصر وليبيا مثيرة للاهتمام.
ومن المرجح أن يكون أول عمل يقوم به السيسي هو إرسال قوات خاصة إلى ليبيا لدعم عملية الكرامة وحصار التشكيلات المسلحة من الخلف. وهذه الخطوة من قبل السيسي لن تحمي الحدود الغربية لمصر فقط بل أيضًا سترسل رسالة قوية بجدية نوايا مصر لتهدئة شمال أفريقيا خاصة تدخل تشاد في ليبيا.
هذا بالإضافة إلى أن الاتفاق التاريخي بين "فتح" و"حماس"، كما وصف الكاتب، يُمهَّد لمنع تدفق الأسلحة من ليبيا إلى الجماعات السلفية الجهادية المستفيدة من عمليات التهريب غير الشرعية.
ويتابع الكاتب: "من المرجح أن لا يكشف حفتر خططه المستقبلية لليبيا في هذه المرحلة، لكن أظن أن هناك تصورات كبيرة نظرًا لرغبته في الحصول على مساندة دولية لعملياته من أجل استعادة السلام في ليبيا. فعند نجاح حفتر سيتحول إلى بطل يستطيع توحيد ليبيا".
ويضيف الكاتب: "إن ترحيل الولايات المتحدة مواطنيها من ليبيا هو إشارة للاستعداد، وإن سياسة أوباما الجديدة للأمن القومي تنجح، إذ تقوم مصر وحفتر بإعادة النظام في ليبيا بمساعدة من الولايات المتحدة. فهذه الخطو تعني أن تقوم مصر وحلفاؤها بدعم حفتر أولاً والاعتماد على شراكة مع الولايات المتحدة، إذ لا توجد أية نوايا لأميركا بتدخل كامل في شؤون مصر وليبيا في شمال أفريقيا".
وتساءل الكاتب في نهاية المقال: هل سيكون حفتر هو القائد الوطني المقبل لليبيا؟ فحفتر لديه رؤية ويحظى بدعم عدد كبير من الليبيين. ومع تحقيق نصر جديد وإزاحة المعارضة، ستُعلَّق صوره في كل مكان في ليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق