ليبيا المستقبل
وكالة أنباء موسكو: وافق المؤتمر الوطني العام في ليبيا برئاسة نوري أبو سهمين على تعيين أحمد معيتيق رئيساً جديداً للوزراء في البلاد، علماً أن الأخير منح مدة لا تتجاوز 15 يوماً لتشكيل الحكومة وتقديمها للبرلمان من أجل المصادقة عليها. ويشير الخبراء إلى أنه لا ينبغي عقد الأمال على الحكومة الجديدة. وإليكم ما يقوله ألكسي بودسيروب السفير الروسي الأسبق في ليبيا: ليس هناك أدنى شك في أن رئيس الوزراء الجديد لن يكون قادراً على التعامل مع الوضع المتأزم الذي تشهده البلاد حالياً، خاصة وأن الميليشيات القبلية والجماعات الأصولية اليوم تتمتع بسلطة أكبر من سلطة الجيش والقوات المسلحة، ولهذا لا يمكن للحكومة أن تفعل أي شيء في إطار فرض سيطرتها على البلاد. ويمكن القول بأن السلطة في ليبيا هي سلطة شكلية، وذلك لأنها أولاً لا تحاول الوصول إلى المناطق النائية، وثانياً لا تأخذ بعين الاعتبار المشاعر الانفصالية التي تلوج خواطر كل من مناطق فزان وبرقة. الجدير بالذكر أن معيتيق أصبح رئيس الوزراء الخامس في ليبيا منذ مقتل الزعيم السابق معمر القذافي. وهنا يذكر المراقبون بأن محمود جبريل هو الشخصية الوحيدة من بين رؤساء الحكومة الأربعة السابقة، الذي تمكن من البقاء في منصبه دون وقوع حوادث، أما خليفته، عبد الرحيم الكيب، فقد تعرض لمحاولة اغتيال، لكنها لم تكن ناجحة. في حين أن علي زيدان، الذي ترأس الحكومة بعد الكيب كان أقل حظاً، فقد تم اختطافه من قبل مسلحين أثناء تواجده في فندق وسط العاصمة طرابلس الغرب، لكن سرعان ما تم الإفراج عنه. أما عبد الله الثني، آخر رئيس وزراء قبل مجيء معيتيق، فقد مكث في منصبه خمسة أيام فقط ومن ثم قدم استقالته بعد أن تلقى تهديدات وتعرض منزله لإطلاق نيران كيثيف. وفي هذا الإطار يشير المحلل السياسي الليبي يوسف شاكر إلى أن كرسي رئاسة الحكومة في البلاد اليوم بات منصبا هشا، وأضاف قائلاً: مسلسل الاعتداءات سوف يستمر، ومسلسل استعراض السلاح سوف يستمر، ولكنني في حقيقة الأمر أشفق على كل إنسان يتخذ من هذا المكان وظيفة، وكذلك على الوزراء. هذا إشفاق عليهم لأنهم في هذه الترتيبة المعقدة، وفي هذه الملفات المثيرة التي تمر بها ليبيا لا يستطيعون تحريك ساكن. وأنا أقول كما قلت منذ شهور بأن الأمر سينتهي في ليبيا كما ابتدأ بتدخل دولي سافر. ومع ذلك يلمح السفير الروسي الأسبق ألكسي بودسيروب إلى استحالة تسوية الأزمة في ليبيا في ظل هذه الظروف وتابع قائلاً: من أجل الوصول إلى بر الأمان لابد من تشكيل حكومة أو أي هيئة أخرى من شأنها أن تمثل جميع مصالح القبائل والعشائر التي يقدر عددها في البلاد بنحو بضع مئات، وهذه مهمة صعبة التحقيق. ولا يمكن للوساطة الدولية، من دون تحقيق ما تم ذكره، أن تفعل شيئاً في إطار تسوية الأزمة الليبية. وهنا لابد من القول بأن صواريخ وقنابل الناتو لم تدمر المباني ومدنا بأكملها فحسب، وإنما دمرت في واقع الأمر مؤسسات الدولة الليبية، وبالتالي لا أرى خيارات حقيقية يمكن أن تعيد الأوضاع في البلاد إلى طبيعتها في القريب العاجل. لذلك من الممكن تغيير رئيس الوزراء عددا لا يحصى من المرات وتشكيل حكومات جديدة، ولكن الواضح أن المشاكل التي تعاني منها ليبيا تكمن في مستوى آخر لا يمكن للسلطات المركزية ببساطة الوصول إليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق