ليبيا المستقبل
هنا صوتك - طرابلس- محمد عبد الرزاق: أحمد معيتيق، (42 عاماً)، رجل الأعمال الليبي الثري، أصبح رئيس الحكومة الليبية الجديد، منذ بداية الشهر الجاري. ويعتبر أصغر من تولى هذا المنصب بعد 17 فبراير 2011. ما رأي الشباب في رئيس الحكومة الجديد، وما توقعاتهم بشأنه وما مخاوفهم من الفترة القادمة؟ "هنا صوتك" تستطلع بعض الآراء.
بين خيارين
خالد السليني (36 عاماً) يقول إن معيتيق، بحكم كونه من مدينة مصراته (أحد أكبر المدن التي خرجت مبكرا عن سيطرة القذافي)، سيُجبر على الاختيار بين طريقين: "إما أن يكون راديكالياً ثورياً، ويسعى لفرض الأمور بالقوة، مستغلا دعم مقاتلي مدينته والمدن الأخرى، ويكون رئيس حكومة الثورة، أو سيدفع لسياسة الاحتواء والترضية للمعارضين له، بطريقة رئيس الحكومة السابق علي زيدان، الذي قدم الكثير للمحيطين به وللأطراف المختلفة، للحصول على دعمهم، وبالأخص حزب التحالف ومن والاهم من شخصيات وجهات إعلامية". ويرى السليني أن "أعداء مصراته" و"أعداء الثورة" هم من سيجبرونه على ذلك. وفي حال لم يقم بترضية التحالف وأنصاره، فإنه سيتعرض لحملة تشويه شرسة حول أصوله المصراتية، واتهامه بالجهوية و الطغيان، يقول السليني، مضيفاً: "هذا الأمر سيدفعه في النهاية للعودة للخيار الأول، وهو الراديكالية الثورية وسياسة الحسم، أو كما لا أتمنى، الخضوع للتيار المضاد". ويعتقد السليني أن الأمر سيفرز مرحلة أسوأ مما فات. وقد يضطر للاستقالة هو الآخر تحت الضغوطات والشعور بالعجز.
الرجل المناسب
سلمى أحمد (29 عاماً) ترى أن أحمد معيتيق هو الرجل المناسب في المكان المناسب لهذه المرحلة. وتدعم ذلك بقولها إنه من فئة الشباب الذي يشكل القاعدة الكبيرة في ليبيا، وسيتفهم مشاكلهم ومتطلباتهم، خصوصاً وأنه مدعوم من عدة مراكز للقوة المسلحة بالبلاد، لحل المشاكل الأمنية، موضحة: "زيدان والثني والكيب، توالوا على الحكومة لقرابة ثلاثة سنوات، ولم يكونوا مقربين من الأطراف المسلحة. وفي كل مرة يتكلمون فيها، كانوا يعدون بنزع السلاح والحفاظ على سيادة الدولة، فماذا حصل؟ لم يستطيعوا بناء جيش قوي، ولم يكسبوا لصالحهم القوى الموجودة، فكانت لنتيجة وضع أكثر سوء، لذا نحن محتاجين لرجل مثل معيتيق بسياسة وتوجه مغاير لسابقيه".
لا تغير منتظر
علي مصطفى (21 عاماً)، لا يعتقد أن رئيس الحكومة الجديد، سيكون مختلفاً عن سابقيه، ولا يتوقع تغييراً في الأوضاع، موضحاً: "نستبشر بالخير مع حلول كل رئيس حكومة جديد، ولكن لا شيء يتغير، فلماذا نتوقع أمراً مختلفاً من معيتيق؟ لا أظنه سيختلف عن زيدان أو الكيب. فقط الأسماء هي التي تتغير".
وضع أكثر سوء
يقول محمد الطرابلسي (25 عاماً)، يعتقد أن اختيار معيتيق، كان نتيجة ضغط القوى الإسلامية بالمؤتمر. مضيفاً: "إضافة طبعا لقوى مدينته مصراته التي يتركز بها عدد كبير من التشكيلات المسلحة ذات الطابع الجهوي. ورئيس حكومة جاء نتيجة ضغط هؤلاء، لا أنتظر منه شيئاً أكثر من تراجع في الوضع. ستزداد سطوة حلفائه الإسلامين، وستكون الحكومة القادمة بشكل أشبه بتوجه اليعاقبة في الثورة الفرنسية، شعارهم "من ليس معنا، فهو ضدنا". وبالتالي سنواجه حكما راديكالي الطابع. وطبعا هذا الأمر سيثير حفيظة القوى الأخرى وفي مقدمتها الفيدراليون، الذين سارعوا للاحتجاج على تعين معيتيق، وأعلنوا استمرار إغلاق بعض الموانئ النفطية، رغم الاتفاق الذي كان قبل عدة أسابيع على إعادة فتحها. سنواجه في الفترة القادمة المزيد من التجاذب وسط معسكر يدعي الثورية ومعسكر يدعي الوسطية والاعتدال. والخاسر الأساسي سيكون الشعب طبعا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق