السبت، 24 مايو 2014

ليبيا _العمالة المصرية في ليبيا تواجه المجهول&


ليبيا المستقبل - وكالات: أثارت الأحداث الدامية التى تشهدها ليبيا، التى أصبحت أشبه ما تكون بالاقتتال الأهلى، بعد العمليات العسكرية التى يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد التنظيمات المسلحة مخاوف الأسر المصرية وقلقها على أبنائها من العمالة المصرية هناك، خشية التعرض للقتل أو الإصابة أو الخطف. ولا تمتلك الحكومة المصرية إحصاء دقيقا لأعداد العمالة المصرية فى ليبيا، التى قدرتها وزارة القوى العاملة والهجرة بما يتراوح بين 800 و 900 ألف عامل منتشرين فى قطاعات العمل المختلفة بجميع أنحاء ليبيا، فيما تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن أعداد العمال المصريين هناك تجاوزت المليونى عامل، بينما تقدرها الاحصائيات الليبية بنحو نسبة 80% من العمالة الأجنبية فى ليبيا، يعمل أغلبيتهم فى مجالات المقاولات والتشييد والبناء.
«بخلاف الأحداث الدموية التى تشهدها ليبيا فإن العمال المصريين يعانون الأمرين نتيجة عمليات السطو والاعتداءات وفرض إتاوات وصولا للتهديد بالقتل»، هذا ما يؤكده محمد على، الشاب العشرينى، الذى قرر السفر إلى ليبيا قبل سنوات بحثا عن لقمة العيش التى لم يجدها فى بلده، عقب حصوله على ليسانس الآداب. ويتابع على: «المصريون يتعرضون كل يوم لكل أشكال العنف نتيجة للأوضاع الأمنية غير المستقرة، حتى أن شقيقين اعتدى مجهولون عليهما قبل عدة أيام أثناء عودتهما من عملهما، وطلبوا فدية بعد أن أصابوهما بجروح قطعية كبيرة فى أماكن متفرقة من الجسد، وسط عجز من ممثلى الحكومة المصرية هناك لحمايتهم». ويضيف أن العامل المصرى كى يكون بأمان فلابد عليه أن يضمن حماية كفيله الليبى ورعايته، قائلا: «إذا أراد العامل المصرى الحفاظ على حياته فى ليبيا عليه أن يكسب تعاطف كفيله الليبى لكى يبقى فى حمايته طيلة فترة العمل بالنهار وحتى يعود لمنزله ليلا»، مؤكدا أن هناك شعورا غالبا وسط أقاربه وزملائه فى مصر بضرورة العودة فى أقرب وقت وأنه لا فائدة من الرزق الذى سيكسبه طالما كانت حياته مهددة، مؤكدا: «نريد الرجوع لمصر لكننا نخاف من القتل فى الطريق». ويلفت عامل آخر إلى تدشين مواطنين ليبيين صفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تطالب بترحيل العمالة المصرية من ليبيا.
من جانبه، قال ياسر الشربينى، المتحدث الإعلامى باسم وزارة القوى العاملة والهجرة، إن الوزارة على تواصل دائم مع العاملين فى ليبيا من خلال المستشار العمالى ومكاتب العمل هناك، ومكاتب التمثيل العمالى الموجودة فى مدينتى بنغازى وطرابلس، للوقوف على المشاكل التى يعانى منها العمال أو المخاطر التى يتعرضون لها.من جانب آخر، قال نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، مجدى البدوى، إن العمالة المصرية فى ليبيا تتعرض لاستهداف ممنهج من قبل مسلحين، خاصة بعد حادث مقتل سبعة مصريين التى عثرت السلطات الليبية على جثثهم على مفترق طريق «جروثة» فى مدينة بنغازى، مشددا على ضرورة اتخاذ الحكومة المصرية التدابير اللازمة لإنقاذ حياة المصريين فى ليبيا وسحب العمالة المصرية هناك. فى الشأن ذاته، أكد المتحدث الإعلامى باسم شعبة إلحاق العمالة المصرى بالخارج، خالد شوقى، لـ«الشروق»، أن الشعبة أوقفت التعامل مع ليبيا ومنعت تسفير أى عامل مصرى إلى الأراضى الليبية منذ اختطاف مجهولين مسلحين للملحق الإدارى بالسفارة المصرية فى ليبيا نهاية يناير الماضى. وأضاف شوقى، أن الشعبة فرضت عقوبات على مكاتب العمل التى تقوم بتسفير العمالة إلى ليبيا، لافتا إلى أن العقوبات تضمنت وقف تراخيص تلك الشركات أو إيقاف عضوية المكتب فى الشعبة وإلغاء جميع تراخيصها، نظرا للأوضاع الأمنية غير المستقرة هناك، مؤكدا أن التعامل مع العمالة المصرية فى ليبيا أصبح مقتصرا على وزارة القوى العاملة والهجرة.
ولفت المتحدث باسم الشعبة إلى أنهم طالبوا وزارة الخارجية بسحب جميع العمالة المصرية من ليبيا، خاصة من مدينة بنغازى، مؤكدا أن أحداث العنف الأخيرة التى تشهدها البلاد زادت الأمور تعقيدا ولابد من سحب العمالة فى اقرب وقت، والابتعاد عن الكلمات المعسولة والتصريحات الإعلامية التى لا مردود إيجابيا منها ولا تحمى العمال هناك، فالكلمة على ارض ليبيا للسلاح وليست للحكومات أو السفارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق