ليبيا المستقبل
الجزيرة نت - خالد المهير- بنغازي: برزت صراعات وراء الأبواب في صفوف قيادات المكتب السياسي لإقليم برقة، عشية توقيع اتفاق مبدئي مساء أمس الأحد بين الحكومة ومجموعات مسلحة تهيمن على موانئ النفط وتطالب بحكم ذاتي في شرق ليبيا يقضي بفتح ميناءي الزويتينة (850 كلم شرق العاصمة طرابلس) والحريقة بمدينة طبرق المحاذية للحدود المصرية اعتبارا من اليوم، مقابل تنفيذ الحكومة عدة مطالب. واستمرت المفاوضات بين المسلحين والدولة على ميناءي السدرة (180 كلم شرق سرت) ورأس لانوف (650 كلم شرق طرابلس) اللذين ينص الاتفاق على بقائهما بيد المجموعات المسلحة إلى حين انتهاء التفاوض، وسط غياب تفسيرات لتصريحات القيادي في المكتب السياسي لإقليم برقة عصام الجهاني، الأمر الذي يعني أن أزمة داخلية تعصف بالفدراليين ومكتبهم السياسي، حسب محللين. وكان الجهاني قد فجر قبل ساعات من إعلان الاتفاق الرسمي قنبلة من العيار الثقيل بإعلانه أن رئيس المكتب السياسي إبراهيم الجضران يقود بمفرده المفاوضات مع الدولة، مؤكدا استقالة سبع قيادات مركزية في المكتب، دون أن يدلي بأي تصريحات عقب إعلان الاتفاق الليلة الماضية. تأخر الإعلان رسميا عن الاتفاق المرحلي يؤكد ما ذهبت إليه مصادر مطلعة من التيار الفدرالي تحدثت للجزيرة نت عن أزمة قوية بين قيادات المكتب السياسي ومجموعة من المعترضين على إدارة المفاوضات، بينهم الناطق السابق للمكتب أسامة العريبي الذي قال إن الجهاني مسؤول عن تصريحاته بشأن استقالتهم، وإن رئاسة المكتب لا تتشكل من الجضران فقط، بل إن هناك نائبا للرئيس هو منصور المبري ورئيسا للديوان. وأضاف العريبي للجزيرة نت أن استقالتهم الجماعية قيد الدراسة "إذا استمرت المفاوضات بنفس الوتيرة". وأكد أن الخلافات بينهم على من يقود المفاوضات والاتفاقات مع الجانب الرسمي، مشترطا الاعتراف بهم كطرف أساسي في العملية التفاوضية "وإلا فلتذهب المفاوضات إلى الجحيم". وشدد العريبي على ضرورة إجراء مفاوضات صريحة أمام الليبيين بشأن النفط، مؤكدا أنه لن يتحمل مسؤولية الرجوع بالمفاوضات إلى المربع الأول في حال إعلان الاستقالة الجماعية.
انتصار لليبيين
القيادي في التكتل الفدرالي زياد أدغيم كشف للجزيرة نت حجم الخلافات داخل المكتب السياسي لإقليم برقة، مؤكدا أن رئيسه الجضران طلب من رفاقه التمهل بحجة طول فترة المفاوضات مع أجهزة الدولة على أمل الاستجابة لمطالب إضافية في وقت لاحق. وأشار أدغيم إلى أن أهم مطلب ينادي به دعاة التوجهات الفدرالية -وهو الاستفتاء على شكل الدولة في الإقليم- لم يدرج ضمن البنود المطروحة طيلة المفاوضات مع وفد الدولة. وأبدى سعادته بالانشقاقات بين قيادات المكتب السياسي، وقال إنه "انتصار لليبيين" وتحرير للفدرالية من قبضة هذه المجموعة التي وصفها "بغير المسؤولة"، مؤكدا أن الجضران لم يتحدث طيلة المرحلة الأولى من المفاوضات عن حقوق برقة.
بوتقة مصالح
ووصف عضو لجنة الأزمة في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) محمد يونس بشير تأخير الإعلان عن الاتفاق حتى الأحد بأنه متوقع، وذلك بعد طلب المكتب السياسي لإقليم برقة وقتا إضافيا، وهو ما يؤكد أن "القرار ليس بيد شخص، بل بيد مجموعة تتغير وتتبدل حسب المصالح". من جانبه رجح أستاذ العلوم السياسية محمد بالروين أن أزمة الفدراليين قد تكون تكتيكا ذكيا منهم لاستمرار أزمة الموانئ النفطية، لكنه يقول أيضا إن "تقاطع المصالح" ربما يقود إلى صراع داخلي لدى أصحاب هذا التوجه. وذهب بالروين في حديثه للجزيرة نت إلى القول إن بعض الأشخاص المحسوبين على التيار الفدرالي ربما يودون الحصول على مزايا إضافية نتيجة استخدام ورقة النفط في ابتزاز الدولة بعد استفادة بعض الشخصيات من الأزمة، وهي تستعد الآن للذهاب إلى فصل جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق